أعلن عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري أن وفد المعارضة السورية أكد خلال مباحثاته في موسكو "ثوابت الثورة السورية التي تقضي بضرورة القطع مع سلطة الاستبداد والإفساد" واحترام تطلعات الشعب السوري في الحرية والعدالة والكرامة.وشدد سيدا في مؤتمر صحفي عقد اليوم الأربعاء في مقر وكالة "نوفوستي" الروسية في موسكو، أن ما يحدث في سورية لا يمثل خلافا بين المعارضة والحكومة حتى يمكن الحديث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، مؤكدا أن ما يحدث هو ثورة كل الشعب السوري "بكل مكوناته".وذكر أن "الشعب يطالب برحيل الاستبداد بكامل رموزه وأركانه ومفاهيمه وفي مقدمة ذلك رأس النظام بشار الأسد".وشدد على أهمية العلاقات بين الشعبين السوري والروسي لكن ذلك "ليس على حساب دماء السوريين" .وقال رئيس المجلس الوطني السوري إن "الشعب السوري يعاني حاليا من التغطية السياسية الروسية للنظام عبر مجلس الأمن من خلال استخدام الفيتو".وأضاف أن الشعب السوري "يقتل بالسلاح السوري وتقصف قصفا عشوائيا بالدبابات والراجمات والمدفعية وطائرات المروحية وهي كلها روسية الصنع"، مشيرا إلى أن السلاح الروسي يستخدمه النظام السوري في مواجهة شعبه.وقال إن الوفد أكد للمسؤولين الروس أن المجلس الوطني يشدد على "المشروع الوطني السوري الذي يضمن حقوق الجميع ويجب ألا تكون هناك جهة تخاف من مستقبلها في سورية".وقال سيدا "نشدد على الوحدة الوطنية أرضا وشعبا"، مشيرا إلى أن "وحدة التراب السورية هي مسألة مقدسة بالنسبة لنا".وأضاف: "نتطلع إلى دور تواصلي بين شعوب المنطقة بأسرها، وستكون سورية المستقبل عامل الاستقرار في المنطقة بأسرها".شدد على أهمية المصالح المشتركة بين الشعبين السوري والروسي "وهذه المصالح ستتطور في المستقبل، لكن هذه المصالح لا يمكن أن تكون مع النظام وهو في طريقه إلى الرحيل".وأكد رئيس المجلس الوطني السوري أن "الجانب الروسي ليس متمسكا ببشار الأسد والمؤسسات القمعية التابعة لهذا النظام، وعبر عن احترامه لإرادة الشعب السوري".وأضاف أن وفد المعارضة السورية طالب موسكو باستصدار قرار ملزم بمجلس الأمن تحت الفصل السابع لحماية المدنيين.استبعد عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري برهان غليون في حديث لموقع "روسيا اليوم" نجاح موسكو في عقد مؤتمر جديد لمجموعة "العمل حول سورية" في روسيا في الفترة المقبلة. وقال غليون إن روسيا تقدم الدعم السياسي لنظام الرئيس بشار الأسد عبر "إغلاق مجلس الأمن" وجعله (النظام) مطمئنا لعدم وجود إمكانية للتدخل. وأضاف أنه في حال رفعت روسيا يدها عن النظام فإنه سوف يعرف أن إمدادات السلاح سوف تتوقف، وسوف يجبر على تقديم تنازلات ويدخل في إطار عملية سياسية.ورفض غليون في الحديث مع موقع "روسيا اليوم" التمديد لبعثة المراقبين الدوليين التي تنتهي قريبا واصفا ما يجري بأنه "أغنية الشيطان" أي الانتقال من مبادرة إلى أخرى، لكسب الوقت، لأن النظام "يتوهم أنه قادر على حسم الموضوع أمنيا... ولهذا يقبل النظام المبادرات، ويفرغها من فحواها". وأعرب غليون عن خيبة أمله لعدم وجود أي تغير في الموقف الروسي، وأكد أن "مساعي موسكو لجمع أطراف يمكن أن تحاور النظام سوف يمنى بالفشل لأنها لن تجد قبولا من أي طرف معارض بالجلوس مع النظام الذي لا يؤمن إلا بالحل الأمني". وأكد غليون أن "المجتمع الدولي بات أكثر إصرارا وثباتا في الضغط على نظام الأسد.. وأنه سوف يعرض مشروع قرار تحت البند السابع وعلى روسيا تحمل مسؤولياتها التاريخية والأخلاقية في حال رفض المشروع".واعتبر غليون أن الحد الأدنى المطلوب من روسيا هو الاعتراف الرسمي بأن من حق الشعب السوري الثورة على "نظام جائر ظالم". وردا على سؤال موقع "روسيا اليوم" قال غليون إنه لا يمكن قبول "تصدير السلاح لنظام يقتل شعبه منذ أكثر من 16 شهرا. ورأى أنه غير كاف ما أعلنته روسيا عن استثناء الصفقات الموقعة سابقاً، وشدد غليون على أن الجانب الروسي يجب أن يفهم أن ما يجري في سورية هو ثورة حقيقية، وأنه لا يمكن الجلوس إلى طاولة واحدة بين القاتل والمقتول للتحاور.وأكد غليون أن الشعب السوري لا يطلب من روسيا تغيير النظام، لكنه يدعوها إلى "عدم التعاون مع هذا النظام وألا تقدم له المعونة والدعم". واستغرب الدعوات إلى أن يقرر الشعب مصيره في ظل مواجهة مع 400 آلأف جندي و200 ألف شبيح. كما انتقد غليون غياب روسيا عن مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري"، وكرر رفض المعارضة التفاوض مع بشار كما تصر روسيا.