شنت القوات الحكومية السورية هجوما على حلب بعد أن سيطرت المعارضة المسلحة على أجزاء من العاصمة الاقتصادية للبلاد، بينما ذكرت التقارير الواردة من تركيا أن السلطات التركية أغلقت اليوم الأربعاء كافة المعابر الحدودية مع سوريا في وجه المغادرين.وهاجمت طائرات ومروحيات أهدافا شرقي المدينة وتشير تقارير إلى نقل آلاف الجنود إلى هناك لصد تهديد المعارضة.وعلى صعيد آخر، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن مقاتلي المعارضة يحققون مكاسب على الأرض في سوريا ما سيؤدي إلى أن تكون هذه المناطق " ملاذا آمنا" وقواعد لمزيد من العمليات العسكرية ضد القوات الحكومية في نهاية المطاف.وأضافت كلينتون أنه "برغم مكاسب المعارضة فإن الأوان لم يفت بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد كي يبدأ التخطيط لانتقال سياسي".وقالت في مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء هايتي الذي يزور الولاياتالمتحدة "نحن نعتقد أن الأوان لم يفت بالنسبة لنظام الأسد كي يبدأ التخطيط لعملية انتقالية لإيجاد سبيل لوضع نهاية للعنف من خلال بدء المناقشات الجادة التي لم تحدث حتى اليوم". وأكدت كلينتون أنه يجب على المعارضة المسلحة أن توضح أنها تقاتل من أجل جميع السوريين وألا تسعى للانتقام أو العقاب الذي قد يؤدي إلى مزيد من العنف.ونقلت شبكة تلفزيون إن.تي.في عن وزير الجمارك والتجارة التركي، حياتي يازجي، قوله إن بوابات الحدود التركية مع سوريا ستغلق يوم الأربعاء.وتأتي هذه الخطوة بعد أن سيطر المقاومون السوريون على عدة معابر على الحدود مع تركيا في انتفاضتهم على الرئيس بشار الأسد.وسيؤدي إغلاق المعابر إلى توقف مرور الحافلات بين تركيا وسوريا، أما اللاجئون السوريون الذين فروا إلى تركيا بالآلاف هربا من الصراع فلا يمكنهم العبور إلا عبر طرق التهريب.وقال المسؤول التركي إن قرار إغلاق الحدود سينطبق على ثلاث بوابات لاتزال مفتوحة هي تشلفيغوزو، وأونتشوبينار، وكركاميس و على الصعيد الميداني، تصاعدت حدة المعارك بين القوات الحكومية السورية ومسلحي المعارضة في مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية.وذكر مراسل بي بي سي خارج المدينة ايان بانيل أن هناك أنباء عن استخدام القوات السورية للطيران الحربي في قصف مناطق شرقي حلب.وكان سكان ونشطاء من المعارضة قد أعلنوا في وقت سابق أن مسلحي المعارضة شنوا هجوما شرسا من أجل السيطرة على وسط حلب.وأفادت التقارير بأن معارك شرسة تدور بين قوات الجيش النظامي ومسلحي المعارضة عند بوابات المدينة القديمة، وهي من المواقع الأثرية العالمية المسجلة لدى الأممالمتحدة.وذكر مراسل صحفي فرنسي في المدينة أن مسلحي المعارضة حاصروا مركزا للشرطة بالقرب من أسوار المدينة القديمة.ويقول مراسل بي بي سي في لبنان المجاورة جيم موير إن يبدو أن القوات الحكومية ركزت هجومها على أحياء السكري والصاخور ومساكن هنانو شرقي حلب.وفي العاصمة دمشق، نجحت القوات الحكومية في استعادة السيطرة على معظم أحياء المدينة التي سقطت في أيدي من تصفهم الحكومة ب"الإرهابيين" الأسبوع الماضي.وترددت أنباء عن اقتحام القوات النظامية حيي القدم والعسالي في دمشق وبدأت حملة مداهمات واعتقالات.وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن القوات النظامية اقتحمت حي التضامن من الجهة الغربية في الوقت الذي تدور فيه اشتباكات عنيفة في هذا الحي بين الجيش والمعارضين.