اشتدت ''معارك المعابر الحدودية'' بين الجيشين الحر والنظامي، حيث تمكن جيش الأسد من استعادة السيطرة على معبر ''اليعربية'' الحدودي بين سوريا والعراق، فيما سيطر الجيش الحر على معبر ثالث (باب السلام) على الحدود مع تركيا التي يربطها بسوريا 21 منفذا حدوديا. في العاصمة دمشق مازالت الاشتباكات متواصلة في عدد من الأحياء الهامة، رغم تأكيد التلفزيون الرسمي تطهير حي القابون ممن سماهم بالإرهابيين وقبلها تطهير حي الميدان. في مدينة حلب العاصمة الاقتصادية للبلاد، قتال عنيف يجري بين الجيشين النظامي والحر، في ظل تزايد انشقاقات كبار الضباط والجنود وهروبهم إلى تركيا أو انضمامهم إلى الجيش الحر. وفي سياق آخر، عين الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، العماد علي أيوب رئيسا لهيئة الأركان العامة في الجيش خلفا لفهد جاسم الفريج الذي تولى منصب وزير الدفاع. قوات شقيق الأسد تتقدم في دمشق وفي العاصمة دمشق، ذكر سكان ونشطاء بالمعارضة أن قوات الأسد تستعيد فيما يبدو مناطق في العاصمة سيطر عليها مقاتلو المعارضة خلال الأيام القليلة الماضية، مشيرين إلى أن القوات النظامية أخرجت قوات المعارضة من حي المزة في دمشق. وأضافوا أن قوات الفرقة الرابعة تحاصر حي برزة في شمال دمشق، كما يتم سماع أصوات نيران الدبابات في المنطقة، فيما أطلقت طائرات هليكوبتر حربية رصاص البنادق الآلية على منطقتي ركن الدين وقابون القريبتين. غير أن قائد الجيش السوري الحر، العقيد رياض الأسعد، أكد لصحيفة ''عكاظ'' السعودية بأنهم يسيطرون على 60 في المئة من أراضي سوريا. الجيش الحر يريد السيطرة على حلب أما في حلب التي يقطنها ثلاثة ملايين نسمة، فأعلن الجيش السوري الحر، أمس، عن حشد قواته للسيطرة عليها وطرد قوات الجيش النظامي منها، واندلعت اشتباكات مع القوات النظامية قرب قاعدة المخابرات الرئيسية في مدينة حلب ومناطق أخرى. كما قام متظاهرون، الليلة الماضية، بتشويه تمثال للرئيس الراحل حافظ الأسد، والد بشار، في منطقة الشهباء بوسط المدينة، وحطموا أجزاء من التمثال الحجري. وذكرت مصادر بالمعارضة أن مقاتلين من مناطق ريفية حول حلب يتوافدون على المدينة القريبة من الحدود مع تركيا ويقطنها ثلاثة ملايين نسمة. وكالة الأنباء السورية الرسمية أكدت أن الجيش السوري قضى في معارك حلب على العشرات من المسلحين، من بينهم أجانب، في اشتباكات وكمائن بمحيط المدينة وخارجها. 25 جنرالا سوريا يلجأون إلى تركيا من جهة أخرى، أعلن دبلوماسي في وزارة الخارجية التركية، الأحد، أن جنرالا سوريا عبر الحدود مساء السبت ولجأ إلى تركيا. وقال الدبلوماسي، الذي رفض الكشف عن هويته، إن انشقاق هذا الجنرال وصل بعدد الجنرالات السوريين الذين انشقوا عن الجيش ولجأوا إلى تركيا إلى 25 جنرالا. على صعيد آخر، بلغ عدد ضحايا الأزمة السورية منذ اندلاعها قبل 16 شهرا أزيد من 19 ألف قتيل، بالإضافة إلى 400 ألف لاجئ سوري في تركيا ولبنان والأردن، بل حاول عشرات السوريين اللجوء إلى هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. مدلسي يشارك في اجتماع عربي بقطر وفي الدوحة، انعقدت أمس اللجنة العربية المختلطة لمتابعة الأزمة في سوريا، للنظر في التطورات التي تعيشها سوريا، في حين سيعقد اليوم اجتماع آخر لوزراء الخارجية العرب للنظر في نفس الموضوع. وفي سياق ذي صلة، دعا العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز إلى عقد مؤتمر طارئ للدول الإسلامية في 15 أوت في مكة، وسيدور النقاش حول ''مواجهة مخاطر الانقسام والخلاف داخل المجتمع الإسلامي في وقت يحتاج إلى الوحدة''. وربطت مصادر إعلامية هذه الدعوة بتأزم الوضع في سوريا، ناهيك عن عمليات الإبادة للمسلمين في ميانمار.