سيصدر قريبا مخطوط جديد في طبعة أنيقة يروي أحداث و مواقف، عن سور الغزلان العريقة " أوزيا التاريخية"،أو "العظمة المنسية" ، كما لقبها ابنها عمر بوجردة مؤلف"سور الغزلان تاريخ و حضارة"عن دار الكتاب العربي، بدعم من وزارة الثقافة في إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية. يتطرق هذا المؤلف و المولود التاريخي التراثي الجديد ، إلى تفاصيل مثيرة و هامة عن حياة سور الغزلان "أوزيا" التاريخية العريقة بكل أبعادها المعروفة ، حيث يشهد تاريخها على تواجد تراث حضري يعود بالتفاصيل إلى قرون ما قبل التاريخ . ويؤكد المؤلف في هذا الكتاب بأن وصف مدينة سور الغزلان بالتاج المفقود مجحف في حق هذه المدينة الطيبة المعطاءة ، بل هي أكبر من هذا بكثير ،فهي ملكة الملوك بدون منازع من حيث الزخم التراثي و التاريخي الذي كسى جدرانها عبر العصور و الأحقاب التاريخية بحيث يعود تاريخ إكتشافها إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد، شهدت خلالها هذه الملكة أحداث و مواقف يعجز عن ذكرها اللسان، أحداث الحروب و أهوالها و مواقف الزعماء العسكريين و السياسيين من رجالها ، أما التاج فهو تقليد معنوي ، لكل منطقة ثرية بتاريخها و تراثها ، بل هو تكريم عن إنجاز عظيم و كذا هو وسام يقدم في نفس الوقت عن جدارة في كل محطة إنتصار ، و هنا نلاحظ غياب هذا التقليد المستحق للمنطقة ، لأن سور الغزلان مثلها مثل قسنطينة (سيرتا)، و سطيف(ستيفيس)، و باتنة (تيمقاد)و(تيهرت)تيارت، و غيرها و السؤال المطروح هو، أين موقع سور الغزلان من هذا الزخم. يؤكد المؤلف أن هناك إجحاف في حق المنطقة و أهلها سواء كان هذا في مجال التنمية أو التموقع من حيث التقسيم الإداري ، الذي بات قاس في حقها عدة مرات خاصة أنها أعطت مثالا في التضحية الوطنية و كانت السباقة في المحافل الوطنية و لم تتخلف عن الركب الوطني في كل الأحداث التي عاشتها الجزائر الحبيبة، خاصة و أنه كان لها هذا الاستحقاق ( مقر ولائي) سنة 1956-1958 ويعد هذا الكتاب بمثابة نص ووثيقة تاريخية توثق لعدة مراحل عاشتها مدينة سور الغزلان كما هو دليل ملموس يستنطق البصمات التي تركتها الهجرات المتعاقبة على هذه المنطقة التاريخية و ما جاورها من جهة، و من جهة أخرى يتحدث عن التاريخ النضالي و الثقافي للمنطقة في شتى المجالات ،مثلما هو وثيقة تعتبر دليلا سياحيا يكشف الزوايا الخفية و الغنية لأهم المواقع الأثرية و الفنية التي تزخر بها سور الغزلان في أقصى اتساعها ،إلا أنه لا يكفي في عرض الملامح و المراحل التي عاشتها المنطقة عبر العصور مهما كان نوع الكتابات في شكلها أو مضمونها لا نستطيع في آخر المطاف إعطاء الوصف الحقيقي لسور الغزلان هذه"العظمة المنسية" و ما تكتسبه و تكتسيه في شتى المجالات، بالرغم من أن هناك الكثير ممن سبقوا إلى الكتابة حول المنطقة من أبنائها و المتعاطفين الأجانب و هم كثيرون منهم:الكاتب و المؤرخ الروماني (طاسيت)، و إبن خلدون، و أحمد الطيب صنهاجي، محمد الميلي، الدكتور يحي بوعزيز، و الكاتب الفرنسي (جون بيراز)، و الراحلة الألماني(هينري ولسمان)، و الشيخ عبد الرحمان الجيلالي و مصطفى الأشرف، عبد الحميد دودو، مصاؤور بولنوار، قدور أمحمصاجي، مصطفى محمد الغماري، جمال عمراني، حمري بحري و غيرهم، ويأتي كتاب عمر بوجردة ليشكل إضافة هامة تنبش في تاريخ منطقة سور الغزلان.