اعتبر المخرج السوري "غسان شميط" أن القضية الفلسطينية وقضية الأراضي العربية المحتلة قضايا ملحة تتطلب إنتاجا أكثر جدية وأكثر غزارة من أجل الاقتراب من كل جوانب القضية. وقال المخرج في تصريح ل "النهار"، على هامش عرض فيلمه "الهوية" أول أمس في قاعة السعادة بوهران، أن الإنتاج السوري في هذا المجال قليل، نظرا لضآلة الأعمال السينمائية في سوريا بصفة عامة ، التي لا تتعدى العملين سنويا، مؤكدا في نفس الوقت أن السبب وراء قلة الأعمال المخصصة للقضية العربية لا يتعلق بأي ضغوط سياسية من قبل السلطة في سورية، وأضاف أن مواضيع هذه الأفلام تكون حسب انتماءات المخرج نفسه والبيئة التي يمثلها، مشيرا إلى أن انتماءه إلى الجولان جعله يقدم العديد من الأعمال الوثائقية عن هذه المنطقة، بدءا من يوميات جولانية، 20 عاما من النضال، وكذلك "شيء ما يحترق"، الذي يصور حنين أهل الجولان إلى أراضيه بعد أن خرجوا نحوضواحي دمشق . وقد استطاع المخرج من خلال فيلمه الروائي الطويل الأخير «الهوية"، بطولة النجم قيس الشيخ نجيب، سلمى المصري، مجد فضة، أن يتطرق إلى موضوع "الانتماء" من خلال قصة حب، تجمع بين شاب وشابة من بيئة ريفية في قطاع الخليل المحتل، ترفض عائلة الفتاة زواجهما وأرغموها على الزواج من قريبها، ففضل الحبيب الانتحار بدل العيش بدونها . والجديد في هذا الفيلم، أنه اعتمد على فكرة "التقمص" لبناء أحداث العمل ، وهي فكرة تؤمن بها "الطائفة الدرزية"، حيث تقول أن هناك حياة بعد الموت، وانه يمكن للروح أن تحيا من جديد وتسكن جسدا آخرا . أحداث الفيلم تدور بين الخليل والجولان المحتل، حيث تصور في المشهد الأول "فواز" الذي أدى دوره "قيس الشيخ نجيب" ، الذي يعمل كفخار رفقة عائلته في الجولان المحتل، وبمجرد أن يسمع خبر استشهاد أحد الفلسطينيين في الخليل يتذكر أن هذا الرجل هووالده، فيقرر الانتقال إلى الخليل للبحث عن عائلته. الاعتماد على "الفلاش باك" في استحضار صور الماضي العالقة بذاكرة "فواز"، بدء من قصة الحب التي عاشها مع فتاة في قرية بالخليل، إلى غاية انتحاره، وكذلك الصور العالقة بذاكرة أهله حول حادثة وفاته، وخلال هذا العرض الذي دام قرابة الساعتين من الزمن يقوم المخرج كذلك بعرض مأساة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يفرض على السكان الهوية الاسرائلية بالقوة، من خلال ممارسة الضغوطات عليهم واغتصاب أراضيهم كضريبة لاعتراضهم على قرارات اليهود. وينتهي الفيلم بمشهد فواز وهويفر من القوات الاسرائلية، عائدا إلى أراضي الجولان بعد أن فتح المعبر لدخول الدبابات، إشارة واضحة من المخرج إلى أن الرجوع والعودة إلى الأصل والهوية .