حذّر الخبير الأمني بن أعمر بن جانه من تداعيات التدخل العسكري في مالي على الجزائر التي قال أنها أكثر الدول تضررا من حرب مفتوحة بالصحراء، وأشار إلى احتمال إنهاك جيشها في عمليات صده لزحف المقاتلين هربا من الموت، والتّكفل بآلاف اللاجئين الذين سيتدفقون عليها، إضافة إلى إقحامها في خطط إلهاء الجزائر بحرب قد تطول.واستبعد الخبير الأمني بن أعمر بن جانه في اتصال مع ''النهار'' أن يسعى الغرب إلى تحرير مالي من الجماعات المسلحة لأنه لم يفعلها لا في أفغانستان ولا العراق ولا حتى ليبيا، وإنما يخطّط لتحقيق أهداف استراتيجية، اقتصادية وحتى أمنية، ولا يهمه طول فترة الحرب التي ستكون مستنزفة للجزائر التي باشرت التحضير لمواجهة عدة سيناريوهات على حدودها.واتهم الناتو بالتسبب في تأزم الأوضاع الأمنية عند تدخله بليبيا بالساحل وتحوّل الشمال المالي إلى بؤرة توتر وخزان لتوليد العنف وقبلة المقاتلين من كل بقاع الأرض يتزعمها أخطر تنظيم مسلح في العالم وهو القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وأوضح إلى أنه شجّع القوات الإفريقية على خوض المغامرة بمحاربة الإرهابيين في وقت لا تتمتع فيه بالخبرة العسكرية التي تمكّنها من مواجهة حوالي ألفي إرهابي راسخ في الصحراء ويعرف جميع خباياها، كما أنه محضّر لإدارة حرب عصابات تقوم على الكمائن والتفجيرات والإغارات وأيضا الاختطافات، حيث لن تكون قوات الايكواس أكثر من نقطة في بحر من الإرهابيين الذين كسبوا خبرة بصراعهم مع الجيش الجزائري الموريتاني والمالي على مدار عقود من الزمن.