لا يزال القلق الجزائري حكومة وشعبا متواصلا مع استمرار الحرب الطاحنة بين القوات الموالية للعقيد معمر القذافي والقوات التابعة للحكومة الانتقالية بليبيا والتي اتخذت من تسمية الثوار على مقاتليها بأراضي الجماهيرية، إذ من المحتمل أن يستغل التنظيم الإرهابي أو ما يسمى بالقاعدة في المغرب الإسلامي الاضطرابات الحالية بالمنطقة لتهديد أمن واستقرار الساحل الشمالي للقارة الإفريقية بما في ذلك الجزائر التي قد تتحول إلى مركز عبور للتشكيلات الإرهابية المنطوية تحت لواء القاعدة أو التي لها علاقة بها لتمرير الأسلحة والمئونة واتخاذ الصحراء الجزائرية معقلا لها لتنفيذ عملياتها الإجرامية. وفي هذا السياق، قال الوزير المنتدب المكلف بالقضايا المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل "إن الجزائر تشعر بالقلق بشأن تواجد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي والتداول الملحوظ بشكل متزايد للأسلحة في ليبيا التي يمكن أن تستغلها الجماعات الإرهابية لدعم وتقوية صفوفها" ورجح استيلاء القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على أسلحة ثقيلة ومتطورة من الأراضي الليبية التي يجري تداولها وقال بصريح العبارة: "إن استمرار الوضع على ما هو عليه الآن سوف يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في منطقة الساحل". وأعاد عبد القادر مساهل طرح موقف الجزائر من القضية الليبية والذي أشار من خلاله أن الجزائر تدعو للوقف الفوري لإطلاق النار وبدء التفاوض بين أطراف النزاع والبحث عن خارطة طريق جديدة للاتحاد الإفريقي. كما شدد مساهل على وضع آلية للمراقبة والتحقق من وقف إطلاق النار. من جهته، أكد وزير الداخلية دحو ولد قابلية أن الوضع الأمني على الحدود الجزائرية الليبية مقلق جدا بسبب الانسحاب الكلي لحرس الحدود وعناصر الجيش الليبي، من على طول الحدود مع الجزائر إلى غاية الحدود مع النيجر، مما يضاعف العبء على قوات الجيش الشعبي الوطني وحرس الحدود التي تواجه الخطر لوحدها، مشيرا في كلامه إلى حادثة القضاء على إرهابي مسلح حاول العبور عن طريق مركز الدبداب الحدودي وهو مسلح. وفي ذات السياق، أشارت مصادر عسكرية إلى أن الإرهابي الذي تم القضاء عليه ما هو إلا طعم تجريبي فقط لاختبار مدى جاهزية قوات الأمن المنتشرة على الحدود الجزئرية لمواجهة زحف العناصر الإرهابية وتنظيمات القاعدة، ما أكده مدير مركز الدراسات الإستراتيجية والخبير في العلاقات الدولية محند برقوق، حيث قال "استمرار رقعة العنف داخل ليبيا التي تفتقر لمؤسسات دستورية وتعتمد أساسا على النظرة القبلية للمجتمع قد تؤدى إلى بروز بؤر توتر تمتد إلى دول أخرى"، وأضاف بأن هذه الأوضاع تفاقم التهديدات الإرهابية على دول المنطقة بسبب انتشار السلاح وإن الأخطار التي تهدد المنطقة هي تنشيط الخلايا النائمة التي تعمل لصالح الجماعات الإرهابية وتكثيف العمليات الإرهابية التي تستهدف دول المنطقة على غرار ظهور الجريمة المنظمة وتوسيع نطاق تهريب السلاح والمخدرات وتجارة البشر عبر تهريب الأفارقة". واستبعد دحو ولد قابلية التدخل في الشؤون الليبية، مشيرا إلى أن الجزائر موقفها ثابت في هذه القضية، ومادامت مصالح الجزائر مهددة يجب أن نتجند شعبا وحكومة للدفاع عنها هذا وقام وزير الخارجية بزيارة إلى منطقة عين قزام الحدودية، حيث تفقد مراكز الحدود والأمن الوطني وحث المواطنين في المناطق الحدودية على المساهمة في الاحفاظ على أمن وحماية الجزائر من أية خطر خارجي محتمل.