رغم احتضانها شرف افتتاح موسم الاصطياف بشاطئ مسيدة غير المحروس من طرف السلطات الولائية، فقدت مدينة القالة كل المواصفات السياحية التي خطط لها لإنعاش الصناعة السياحية بالولاية المتميزة بثرائها الطبيعي الحيواني والغابي والبحري. المنطقة السياحية المعروفة عالميا، لم تعد الوجهة المفضلة التي يقصدها آلاف السياح كباقي السنوات الماضية بسبب التحضيرات الارتجالية والإهمال الذي بلغ أقصاه خلال هذا العام الذي لم تتهيأ له عروس المتوسط لبعث عرسها الصيفي، باعتراف الوالي الجديد الذي كانت له أول خرجة للقالة مباشرة بعد تنصيبه، فقد أصبحت المدينة منكوبة بكل المواصفات بطرقها المتهرئة وتسرب المياه نتيجة تلف قنوات التوزيع والصرف. وفي جولة استطلاعية لبعض الشواطئ تفاجأنا لغياب الهياكل والمرافق الضرورية لضمان راحة المصطافين، ونظرا لانعدام الإنارة العمومية ينتهي يوم الاصطياف قبل الغروب لدى بعض الوافدين من ولايات ڤالمة وسوق أهراس لتتحول الشواطئ إلى مفرغات عمومية حقيقية. من جهة أخرى، اشتكى بعض أصحاب الفنادق المعروفة بالقالة من الحالة المزرية التي بلغها العمل السياحي بالمدينة نتيجة عزوف المصطافين عن استعمال الفنادق، إذ أن أغلبيتهم يفضلون البقاء في الشواطئ ليعودوا في نفس اليوم بسبب انعدام المرافق الضرورية. وتشهد أسواق القالة ارتفاعا جنونيا للأسعار وتزداد أكثر على الشواطئ، فقد بلغ سعر القارورة من الماء المعدني 70 دينارا، بينما يفضل سكان الولاية التوجه الى ولاية عنابة التي أصبحت الوجهة المفضلة لتوفر كل الشروط السياحية. وباتت الطارف هذه الأيام منطقة عبور الآلاف من الجزائريين إلى تونس ويشهد مركزا العبور الحدودي بأم الطبول والعيون وضعا كارثيا لا يشرف سمعة الجزائر لغياب أدنى شروط التكفل بالسياح، وسبق لوالي الولاية في زيارته لهما إبداء تذمره من تلك الوضعية وطالب بإلزامية التدخل العاجل لإنقاذ الواجهة الحدودية من تردي أوضاعها.