أكد رئيس حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي أن حركته لن تفرط في السلطة ما دام الشعب يجدد ثقته فيها، وذلك في أعقاب المظاهرة الحاشدة التي شهدتها العاصمة تونس أمس السبت تحت شعار "الوحدة الوطنية والدفاع عن الشرعية". وفي هذه الأثناء حمّلت أرملة السياسي التونسي الراحل شكري بلعيد حركة النهضة المسؤولية السياسية عن اغتيال زوجها.يأتي هذا في ظل حالة من الضبابية يمر بها المشهد السياسي في تونس قبل يوم من استئناف المشاورات لتشكيل حكومة كفاءات غير حزبية، على خلفية خلاف بين رئيس الوزراء حمادي الجبالي وحزب النهضة الإسلامي.وقال الغنوشي في تصريحات صحفية نُشرت الأحد إن النهضة "لن تفرط في السلطة ما دام الشعب يجدد ثقته فيها، لأننا نعتبر ثقة الناس أمانة، وينبغي أن نؤدي هذه الأمانة ولا نلقي بها في الطريق".وأضاف "تخلي (النهضة) وشركائها عن السلطة لصالح حكومة تكنوقراط هو انقلاب مدني، ونحمد الله كتونسيين أن مؤسساتنا العسكرية جمهورية ديمقراطية وتلتزم بواجبها في حراسة الوطن ولا تتدخل في السياسة، لهذا دعونا الأخ رئيس الحكومة إلى أن يقبل بخيار الحركة وشركائها، أي حكومة ائتلاف وطني".وأوضح الغنوشي أن "الحركة اتفقت مع عدد من الأحزاب منها المؤتمر من أجل الجمهورية وحركة وفاء وكتلة الحرية والكرامة، وتتفاوض مع كتل أخرى لتشكيل حكومة ائتلاف وطني واسع، بما يعني أنه لا مبرر لإقصاء المنتخبين لصالح منصّبين غير منتخبين، ونتوقع من رئيس الحكومة أن يتراجع عن موقفه".واعتبر أن حزبه يتعرض منذ توليه السلطة قبل 14 شهرا لمؤامرات متواصلة بلغت أوجها مع طرح حكومة كفاءات غير حزبية، مؤكدا أن "النهضة هي العمود الفقري الذي يمسك البلاد وتمزيق النهضة أو إقصاؤها بالقوة أو بالحيلة عن الحكم في تونس لا يمثل مصلحة لتونس وإنما يعرض الوحدة الوطنية وأمن تونس للخطر". وشهدت العاصمة تونس أمس السبت مظاهرة حاشدة لجماهير حركة النهضة، وسط رفض متنام من قيادات وقواعد الحركة لمبادرة الجبالي -وهو الأمين العام للحركة- بتشكيل حكومة تكنوقراط. وشاركت في المظاهرة أحزاب وكتل برلمانية قريبة من حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم.مسؤولية سياسية في غضون ذلك، أكدت بسمة بلعيد أرملة السياسي التونسي الراحل شكري بلعيد أنها لا تستبعد وقوع المزيد من الاغتيالات السياسية بتونس في الفترة القادمة، وحملت حركة النهضة المسؤولية السياسية عن اغتيال زوجها.وقالت بسمة في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية "إذا قرأنا الأحداث التي وقعت في الفترة السابقة والتصريحات التي صدرت بشأن وجود قائمة تضم عددا من الشخصيات السياسية المعارضة المطلوب استهدافها واغتيالها، وعلى رأسها بلعيد، لاستنتجنا أنه من الممكن أن تقع اغتيالات أخرى".وجددت تحميلها زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي المسؤولية السياسية عن اغتيال زوجها، وقالت إن "هناك بعض الأعضاء داخل حزبه قاموا بالتحريض على العنف والقتل، ومنهم من أباح وأهدر عبر المساجد دم بلعيد"، وأن حزب النهضة باعتباره حزبا حاكما "لم يقم بحماية حياة شكري بلعيد ولا غيره من المناضلين السياسيين".وتعليقا على تصريحات الغنوشي التي أشار فيها إلى أن مقتل بلعيد جزء من خطة للتآمر على الثورة التونسية وعلى الحكومة التي يقودها حزبه، قالت بسمة إن " الغنوشي يقول ما يحب باعتبار أن هذا الحزب ما انفك منذ أشهر وأشهر وهو يكذب على الشعب التونسي ويقدم الأكاذيب"، على حد قولها.