أعلن راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس يوم امس في تظاهرة حاشدة نظمها أنصار حزبه بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة أن الحركة لن تفرط في السلطة، معتبرا قرار رئيس الحكومة حمادي الجبالي، الأمين العام للحركة بتشكيل حكومة تكنوقراط غير حزبية انقلابا على شرعية الحكومة الحالية. وقال الغنوشي: "النهضة لن تفرط في السلطة ابدا ما دامت تتمتع بثقة الشعب التونسي"، مضيفا: " إن تشكيل حكومة تكنوقراط يعني إلغاء الحكومة الحالية المنتخبة و يعتبر انقلابا على شرعيتها". وتابع الغنوشي: "نحن مع حكومة ائتلاف وطني تتمتع بشرعية المجلس الوطني التأسيسي "البرلمان" المنبثق عن انتخابات 23 أكتوبر / تشرين الأول 2011 ". واعتبر الغنوشي أن "المؤامرات متواصلة ضد النهضة" منذ فوزها في الانتخابات، محذرا: " إن تمزيق النهضة ليس فيه مصلحة لكم "المعارضة" ولا للبلاد لأن النهضة هي العمود الفقري الذي يمسك البلاد". كما لفت الإنتباه إلى أن تمزيق النهضة أو اقصاء النهضة بالقوة أو بالحيلة عن الحكم بتونس لا يمثل مصلحة لتونس وانما يعرض الوحدة الوطنية وأمن تونس للخطر. وكان الجبالي قد أعلن في السادس من الشهر الجاري وبعد ساعات من اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد، انه قرر تشكيل حكومة تكنوقراط غير حزبية من كفاءات وطنية لإنقاذ البلاد من خطر "الفوضى والعنف"، وهو قرار عارضته حركة النهضة بشدة. ومن جهة أخرى اعتبر محمد بالنور المتحدث باسم حزب التكتل من أجل العمل والحريات الشريك في الائتلاف الحاكم إن جلب متظاهرين من مختلف المحافظات في مسيرة الحزب الحاكم أمس يشبه ممارسات حزب الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وقال بالنور : " إن جلب حركة النهضة لمواطنين عبر حافلات خاصة أو جهوية من كل مكان إنما يذكر بممارسات حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل". وأضاف: "مثل هذه المسيرات من شأنها أن تزيد من التوتر في فترة تحتاج فيها البلاد إلى التهدئة من جميع الأطراف". يشار إلى أن الآلاف من أنصار حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم توافدوا السبت عبر حافلات وسيارات وشاحنات صغيرة من وسط العاصمة ومن باقي المحافظات تلبية لدعوة قياديي الحزب لمسيرة مليونية لمساندة الشرعية. ومن جانبه قال حمة الهمامي الناطق باسم الجبهة الشعبية التي تمثل تيار اليسار المعارض إن المسيرة المؤيدة للحكم لا تخرج إلا في الأنظمة الديكتاتورية. وقال الهمامي: "في الدول الديمقراطية، في العادة تخرج المسيرات للاحتجاج. لم أر مسيرات مؤيدة للحكم وللنظام إلا في الأنظمة الديكتاتورية". هذا، وتأتي مسيرة السبت لحركة النهضة لدعم "الشرعية" بينما تسود حالة ترقب في تونس لمعرفة نتائج المفاوضات التي يقودها رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي مع الأطراف السياسية في البلاد. وكان الجبالي قد بدأ مشاورات مع الأحزاب السياسية حول قراره تشكيل حكومة تكنوقراط، ومن المقرر أن تتواصل هذه المشاورات الاثنين بحسب ما صرح الجمعة لوسائل الإعلام. كما هدد بتقديم استقالته إلى الرئيس التونسي في موعد اقصاه أمس السبت إذا فشلت مشاوراته مع الأحزاب، لكنه صرح الجمعة للصحافيين ردا على سؤال حول تراجعه عن الاستقالة قائلا: "نعتبر ان الوقت ليس هو الأهم، الأهم هو مصلحة تونس وإيجاد مخرج وحل للأزمة".