ذوو البذلة الحمراء "نحن أول من تطأ أقدامه الشاطئ وآخر من يغادره" المصطافون متذمرون :"نلمحهم من بعيد، وعندما تعلو الراية الخضراء الشاطئ، لا تجد لهم أي أثر" ما إن يحل فصل الصيف حتى تتعزز شواطئ الجزائر بمراكز الحماية المدنية وخاصة بحراس الشواطئ أو ذوي البذلة الحمراء الموزعين على مختلف الشواطئ، وهذا لضمان أمن وسلامة المصطافين، كما أن عمل هؤلاء الحراس لا يقتصر على إنقاذ الغرقى ونجدة المصطافين وإنما على هؤلاء الحراس أيضا تقديم النصح وإرشاد قاصدي الشواطئ بعدم الابتعاد وأخذ الحيطة والحذر عند السباحة. إن أغلب العائلات الجزائرية تفضل الاستجمام في الشواطئ المحروسة التي يتواجد بها أعوان الحماية المدنية لضمان أمن وسلامة أطفالهم. وهو ما أكده رضا رب أسرة تتكون من 4 أطفال كان متواجدا بشاطئ النخيل أو "بالم بيش" بقوله:" أنا دائما أختار الشاطئ الذي يتواجد به حراس الشواطئ بكثرة، خاصة وأنني لا أجيد السباحة جيدا وأطفالي كثيري الحركة فأنا أحس بالأمان لوجود حراس أعوان الحماية المدنية، لكني ألاحظ أن شواطئنا تفتقر إن صحت الكلمة إلى حراس الشواطئ وإن وجدوا فهم قلائل ولا يظهرون في اليوم سوى مرتين يجوبون الشاطئ". ويشاطره الرأي أب آخر لطفلين كان يجلس أمام هذه الأسرة يدعى جمال قائلا:"صحيح أصبح ذوو البذلة الحمراء يظهرون فقط عندما تقتضي الحاجة أي عند طلب المصطافين يد المساعدة ولا يتدخلون إلا في الحالات القصوى من أجل إنقاذ الغرقى، أو انتشال الضحايا، أما عندما تكون الراية خضراء في الشاطئ فلا تجد لهم أي أثر". وفي الوقت الذي كنا نتجول في شاطئ "أزور بلاج" المعروف بالشاطئ الأزرق صادفتنا إحدى حالات غرق، فتاة تدعى كريمة ذات 29 سنة كانت تلعب بالكرة مع صديقاتها لتبتعد الكرة عنهن فتتبعها كريمة و راحت تتسابق معها وراء أمواج البحر ناسية أنها لا تجيد السباحة لتجد نفسها تغرق لكن لا حياة لمن تنادي فلم يكن آنذاك أي حارس شاطئ ينقذها فقام بعض الشباب كانوا يسبحون بالقرب منها بإنقاذها من الغرق. وفي ذلك اليوم ونحن متواجدين بالشاطئ لم نلمح أي أثر لذوي البذلة الحمراء. لنتفاجأ بعدها بوجود حارسين خارج الشاطئ لا ندري ماذا كانا يفعلان! وباقترابنا من بعض حراس الشواطئ في مختلف شواطئ العاصمة لاحظنا أن أغلبهم يحملون وسائل بسيطة كصفارة التنبيه وعند سؤالنا عن دورهم في الشواطئ أكدوا لنا بأن عملهم لا يقتصر فقط على إنقاذ الغرقى وإنما يتدخلون عندما يقوم بعض الشباب المنحرف بالتحرش بالفتيات، في حين نفوا غيابهم عن الشواطئ بقول أحدهم "نحن أول من يصل إلى شاطئ البحر وذلك قبل أن تطأه أقدام المصطافين وآخر من يغادره ونعمل خلال أيام الأسبوع مهما كانت الظروف المناخية". ومع ذلك فقد تم تسجيل تقدم ملموس على مستوى الشواطئ من حيث تعزيز الشواطئ بأعوان الدرك الوطني، إلا أنه يجب بذل المزيد من الجهود من أجل سلامة المصطافين، فالحلول محدودة مقارنة بعدد المصطافين الذي ارتفع إلى 600 ألف مصطاف وتهور البعض منهم في السباحة بالابتعاد مسافات بعيدة وعدم احترام آخرين رايات السباحة.