أجمعت الفصائل الفلسطينية على فشل المساعي الأمريكية في الشرق الأوسط بعد الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، التي قادته إلى الأراضي الفلسطينية، مشيرة إلى أن محاولة كيري جمع الطرفين على طاولة الحوار واستئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي لم تقدم أي جديد للقضية الفلسطينية. وقالت الفصائل أن الطريق لا تزال طويلة أمام كيري رغم أنه بصدد استكمال استيضاح مواقف الطرفين تجاه جملة من القضايا العالقة في الصراع بين اإرائيل والسلطة الفلسطينية، حيث وصف فوزي برهوم، المتحدث باسم حركة حماس، في حديثه ل” افجر”، زيارة كيري للمنطقة بأنها لن تحمل أي جديد، وهدفها الأساسي إنقاذ الاحتلال الإسرائيلي من الأزمات السياسية التي يعاني منها، والضغط على السلطة الفلسطينية لتقديم تنازلات جديدة، مؤكداً أن الإدارة الأمريكية تحاول إرجاع عقارب الساعة للوراء، وتعكير صفو التطورات والأجواء الإيجابية التي شهدتها ملفات المصالحة الفلسطينية ولإفشال الجهود المصرية لتحقيقها. بدوره قال مسؤول ملف المفاوضات الفلسطينية، صائب عريقات، إن كيري بحث مع الرئيس عباس خلال لقائهما خطة سلام يتولى كيري إعدادها، وما زالت حتى الآن في مرحلة الإعداد والاتصالات مع كافة الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية والعربية والأوروبية وروسيا، وكافة الأطراف الدولية المعنية بالسلام والاستقرار في المنطقة”. وأشار عريقات إلى أنه ”لا يوجد طرف في العالم يستفيد من السلام كما يستفيد الشعب الفلسطيني، ولا يوجد طرف يخسر من استمرار الاحتلال كما الشعب الفلسطيني”، مؤكداً أن ”دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة متصلة دون استيطان هي ليست شروطاً بل التزامات لتحقيق السلام”. من جهتها، أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حنان عشراوي، ل”الفجر”، إن الحكومة الإسرائيلية لا ترغب في استئناف المفاوضات بشكل جدي، لأنها حددت أولوياتها في التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي وعدم التوصل إلى اتفاق. مضيفة أن السؤال الأكبر هو عن السياسة الأمريكية، والتي ما تزال تتبع سياسة التكيف مع السياسة الإسرائيلية. وأوضحت عشراوي أن القيادة الفلسطينية تفكر مجدداً في العودة إلى خيار الأممالمتحدة في حال فشل جهود كيري في استئناف المفاوضات، مضيفة أن لدى الفلسطينيين خياراتهم، وفي مقدمتها تعزيز صمود المواطنين والانضمام إلى المنظمات والمواثيق الدولية التي تمكنها من كبح جماح إسرائيل ومساءلتها. وكانت القيادة الفلسطينية قد طلبت من الوزير كيري الحصول على تعريف الحكومة ”الإسرائيلية” لحدود الدولة الفلسطينية، وتجميد الاستيطان داخل هذه الحدود، لكنه لم يحقق أي تقدم بعد في هذا الاتجاه، مؤكدة استعدادها للعودة فوراً إلى المفاوضات في حال وافقت الحكومة الإسرائيلية” على تعريف حدود عام 1967 حدوداً للدولة الفلسطينية المقبلة. من جهتها، أكدت مصادر إسرائيلية أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حاول، خلال اجتماعه برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في القدسالمحتلة، استيضاح ما إذا كانت ”إسرائيل” مستعدة لتجميد البناء في المستوطنات بشكل كامل. وجدد كيري التأكيد على أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ملتزمة كما كانت دائماً بأمن إسرائيل، وقد قررت مؤخرا الإدارة الأمريكية تعيين الجنرال جون ألن في منصب المبعوث الخاص للشؤون الأمنية في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، والذي تتمحور مهمته في القيام بدور الوسيط بين الطرفين لبلورة الموقف الأمريكي من موضوع الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية والترتيبات الأمنية الواجب اتخاذها، توطئة لاحتمال إقامة دولة فلسطينية. وكان الوزير الأمريكي جون كيري قد زار الخميس الماضي الأراضي الفلسطينية واجتمع بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتم استكمال ما تم بحثه خلال الأسابيع الماضية حول الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام، حيث أكد الرئيس عباس الموقف الفلسطيني إزاء متطلبات استئناف عملية مفاوضات جادة وذات مصداقية لإنقاذ حل الدولتين، كما أثار، مجدداً، قضايا استمرار الاستيطان، والاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدسالمحتلة، واعتداءات المستوطنين، واستمرار اعتقال الأسرى، كما بدأ جهوده لاستئناف المفاوضات قبل أكثر من شهرين، وحدد الأسبوع الأول من جوان المقبل مهلة له لتقديم أفكار لإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات، ويتوقع الفلسطينيون أن يخفق كيري في الدفع بالعملية السلمية إلى الأمام، بسبب رفض الحكومة الإسرائيلية التوصل إلى حل عادل في ظل مواصلة بناء المستوطنات، ما يتطلب ضغوطا أمريكية على إسرائيل وليس محاولات إقناع حسب الجانب الفلسطيني.