تدعمت شبكة الهياكل المسجدية بولاية غرداية بتدشين المسجد الكبير التابع للمذهب المالكي في أجواء مهيبة طبعتها روح التسامح و التآخي بين المتساكنين في هذه المنطقة. وقد تم تمويل هذا الصرح الديني الذي دشن مساء الأحد والأول من نوعه بالمنطقة و المشيد بحي "حاج مسعود" بوسط مدينة غرداية والذي من شأنه استقبال أكثر من 3.500 مصلي بفضل هبات المحسنين إلى جانب إعانات الجماعات المحلية بالولاية. ويضم هذا المسجد المتربع على مساحة 3.755,80 متر مربع فضلا عن فضاء الصلاة الممتد على 2.000 متر مربع من بينها 238 متر مربع للنساء فضاءات أخرى للوضوء ومكتبة وعشر قاعات للتدريس تتسع ل 300 تلميذ إلى جانب مكتب للجمعية الدينية للمسجد ومخزن حسب البطاقة التقنية للمشروع. وقد حضر مئات الأشخاص من بينهم مسؤول الهيئة الدينية العليا للإباضية "حلقة عمي سعيد" عملية تدشين هذا المرفق الديني الذي يحمل إسم رابع الخلفاء الراشدين الصحابي "علي بن أبي طالب" حيث شيد بطراز معماري متميز يمزج العمران الأصيل الذي تشتهر به منطقة وادي ميزاب والعصرنة. ويضم المسجد مئذنة بارتفاع 50 مترا وقبة واسعة بارتفاع 15 مترا مرصعة بفنون التخطيط المنمق بأبهى الألوان فيما تبدو للزائر في الخارج عديد النوافذ والفتحات بشكل واضح وكأن المصمم يريد من خلال هذه الصورة الجمالية أن يجعل من هذا المبنى الديني تحفة معمارية شفافة يتجلى بهائها للعيان. وخلال حفل التدشين ألقى عدد من المتدخلين كلمات تدعوا في جوهرها إلى زرع روح التسامح والتوافق والألفة والسلام ولم شمل المسلمين كافة. وفي هذا الصدد أكد مدير الشؤون الدنية والأوقاف لولاية غرداية السيد أمير عبد القادر محمد "أن هذا المسجد بيت من بيوت الله عز وجل العامرة وفيه يتجلى السلام وتنزل الطمأنينة والسكينة والأمان وينبعث من ربوعه وثناياه العلم والمعرفة وحب الدين" . وأوضح قائلا "يتعين أن يساهم هذا الصرح الديني البديع في تعزيز روابط التضامن والتعاون والتآزر والتعايش ما بين المسلمين كافة" . كما نصح من جهتهم مجموع المتدخلين المصلين الذين يؤدون عبادتهم بهذا الفضاء الرحب للتحلي بروح المسؤولية والفضيلة والأخوة وأخلاق التلاحم الإجتماعي مثلما تنص عليه تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. وقد توجه بالمناسبة أعضاء جمعية هذا المسجد بالشكر الجزيل للمحسنين وأصحاب المناقب والخيرين الذين ساهموا بصدقاتهم في بناء هذا المسجد العامر . للتذكير فقد تم تدشين مساجد جديدة خلال عطلة نهاية الأسبوع عبر دائرتي بريان والضاية بن ضحوة. هذا وتضم ولاية غرداية 239 مسجدا من بينها 15 مسجدا مصنفا كتراث معماري متواجدة في ربوع قصور سهل وادي ميزاب وتسعة مساجد ذات طابع وطني و215 مسجد محلي بالإضافة إلى نحو مائة قاعة للصلاة حيث تستقبل في الإجمال أكثر من 100 ألف مصلي. ويحصي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف بالولاية 80 مدرسة قرآنية و31 زاوية و600 قسم قرآني التي تسمى محليا " بأعزام" أو "محضرة" والتي تستقبل أكثر من 50 ألف تلميذ. وتعج هذه المرافق الدينية في موسم الصيف بالأطفال من مختلف الأعمار من أجل تعلم القرآن الكريم والفقه واللغة العربية. كما تحتضن ربوع ولاية غرداية معهدين إسلاميين للمذهب الإباضي واقعين بالقرارة و غرداية حيث يحظيان باهتمام عالمي ويمثلان فضائين لنشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف و تكوين الطلبة المشائخ وتعليم اللغة العربية.