تنظم دورات تكوينية عبر عدد من مساجد الإباضية بمنطقتي وادي ميزاب والقرارة بولاية غرداية لتعليم أسس الحياة الأسرية لفائدة الشباب المقبلين على الزواج وذلك وفق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف حسب ما لوحظ. وترمي هذه الدورات التكوينية التي تبادر بها جمعيات دينية محلية في إطار نشاطاتها الاجتماعية إلى تعليم أسس بناء خلية أسرية صالحة لفائدة الشباب من كلا الجنسين المقبلين على شعيرة الزواج وذلك تحسبا لأعراس "الزفاف الجماعي" التي تنظم سنويا بمختلف قرى وادي ميزاب خلال العطلة الربيعية حسب ما أوضح أحد أعضاء جمعية دينية بغرداية . ويتم في إطار هذه اللقاءات التكوينية تلقين دروس بإشراف أخصائيات تتمحور حول الواجبات الزوجية بمختلف مظاهرها ومتطلباتها وبر الوالدين وذلك وفق ما تنص عليه تعاليم الدين الإسلامي الحنيف إلى جانب تقديم دروس في التدبير المنزلي بالنسبة للفتيات المقبلات على عش الزوجية على غرار فنون الطبخ والتزيين الداخلي للبيت والأشغال اليدوية والمنزلية و غيرها . كما يشرف على تأطير الشباب المقبلين على الزواج أئمة مساجد وأخصائيين في الفقه والشريعة وعلم النفس الإجتماعي والتربية النفسية حيث تقدم لهم نصائح وإرشادات تتعلق بالعشرة الزوجية الصحيحة وبواجباتهم الدينية والأخلاقية تجاه أصهارهم ووالديهم وفق التقاليد والأعراف الإجتماعية السائدة بمنطقة ميزاب المستوحاة من صميم الشريعة الإسلامية. وتنظم هذه الدورات ذات البعد التربوي التي تمول بواسطة هبات وصدقات المحسنين على مستوى المصليات التابعة للمساجد أو بدور العشائر (عبارة عن مراكز محلية تضم مجموعة من الأسر المنضوية تحت مظلة عشيرة كبرى) و ذلك بعد ما يتم إعداد قوائم لأسماء المقبلين على الزواج لكلا الجنسين . كما يجري ضمن نفس الأهداف الدينية و الإجتماعية أيضا تنظيم دورات تكوينية للناشئة لتعليم الصلاة خلال العطل المدرسية الربيعية والصيفية وذلك عبر مختلف المدارس القرآنية التابعة لمساجد أتباع المذهب الإباضي المنتشرة عبر شبكة قرى وادي ميزاب حسب ذات المصدر . وتسمح هذه المبادرات الهادفة المنظمة في شكل دورات مغلقة لمدة عشرة أيام باعتماد نظام داخلي لفائدة الذكور والإناث البالغين سن التكليف ( سن البلوغ) بتلقين وتعلم أسس وقواعد أداء هذه العبادة الأساسية التي تشكل الركن الثاني من أركان الدين الإسلامي الحنيف كما ذكر أحد شيوخ المنطقة. وتنظم على هامش عن هذه الدورات التعليمية التي يشرف على تأطيرها أساتذة ومشائخ الفقه والشريعة الإسلامية و أخصائيين في علم النفس جولات ثقافية وترفيهية لفائدة هؤلاء الأطفال التي تقودهم الى بعض المعالم الأثرية ومواقع تجميع مياه الأمطار ( سدود تقليدية ) بأعالي وادي ميزاب وعبر بساتين وواحات النخيل المحيطة بقصور قرى هذه الربوع ذات الطابع السياحي . ويتوخى من خلال هذه المبادرات ذات البعد الديني و الإجتماعي ترسيخ قواعد المحافظة على أداء هذه الشعيرة الدينية لدى الأطفال حسب ما تنص عليه الأسس والقواعد الشرعية للصلاة بالإضافة إلى حثهم على التحلي بالأخلاق الإيمانية والتمسك والمواظبة على أداء ثاني ركن في الدين الإسلامي كما أكد عضو بجمعية دينية بوادي ميزاب .