ساهمت الأجواء العائلية بدار الأشخاص المسنين بدالي ابراهيم (الجزائر العاصمة) في اليوم الأول من عيد الفطر المبارك في رسم البسمة على وجوه القاطنات اللواتي يعانين مرارة فقدان الدفء العائلي بسبب تخلي ذويهن عنهن .ويعتبر عيد الفطر من بين المناسبات التي تكثف فيها القائمات على المركز المساعي الحثيثة لزرع الفرحة في نفوس المقيمات لتعويضهن المحيط العائلي المفقود و ذلك بالاهتمام والرعاية الخاصة حسب ما أكدت لوكالة الأنباء الجزائريين مديرة المركز نعيمة بلحي.وقد خصصت بهذه المناسبة غرفة الاستقبال الواسعة لهذا المبنى لتجمع عدد من المسنات و هن مرتديات أجمل اللباس جالسات حول الموائد عليها قهوة وحلويات تقليدية جزائرية.وأضافت ذات المتحدثة أن ايلاء العناية من أجل التكفل الحسن بالنزيلات الذي يبلغ عددهن 77 امرأة في ظروف صعبة يتم على مدار السنة بتقديم مختلف الخدمات من بينها الطبية والنفسية الضرورية.و قالت بلحي أن النساء المقيمات بالمركز تتراوح أعمارهن ما بين 23 و 95 سنة بعضهن يتيمات ومنهن مصابات باعاقات وغالبيتهن يفتقدن للمحيط العائلي. وأرجعت المديرة بعض أسباب لجوء المسنات إلى الدار إلى " عدم توفر الكثيرات منهن على عائلة من جهة أو بسبب الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعيشها أبناء البعض الآخر منهن" مؤكدة أن ظاهرة تخلي بعض الأبناء عن أوليائهم "تشهد تراجع هذه السنوات الأخيرة".ولم تفوت ذات المسؤولة هذه الفرصة لتنوه بالمجهودات المبذولة من قبل الدولة من جهة في عمليات التكفل بهذه الشريحة و كذا المهمة النبيلة للقائمات على هذه الدار من مربيات ونفسانيات إلى جانب دور المواطنين المحسنين اتجاه نزيلات المركز في إطار التلاحم الاجتماعي.وفي هذا الشأن أشارت إلى أنه كثيرا ما يتردد مواطنون من ذوي البر والاحسان على المركز حاملين هدايا وحلويات لتخصيص قسط من وقتهم في مثل هذه المناسبات لتقاسم أجواء الفرحة مع المسنات المقيمات.وتبقى الرعاية النفسية للمقيمات بدار الأشخاص المسنين من أهم محاور التكفل الرامي إلى زرع البسمة وخلق الفرحة لديهن -كما قالت السيدة بلحي-. ومن جهتها ركزت حماني مينة المربية بالمركز منذ 18 سنة على المرافقة النفسية للمسنات والتركيز على العلاقات العاطفية لهذه الفئة التى لا ينقصها شيئ سوى الحاجة إلى ملء الفراغ العاطفي والحنان العائلي الذي "يبقى ضروري".وبهذه المناسبة دعت ذات المربية المواطنين من ذوي البر والاحسان إلى تكثيف الزيارات لفائدة نزيلات دار الأشخاص المسنين بدالي ابراهيم للجود و لو بكلمة حنونة بغية المساهمة في رسم البسمة في وجوه المسنات المقيمات.وفي هذا الشان قالت السيدة فاطمة (70 سنة) بابتسامة حزينة أنها تعيش منذ عدة سنوات و لا ينقصنها شيئ سوى الحنين إلى رؤية ابنها الذي تركها —كما تقول- نزيلة في هذا المكان.