تعيش 21 عائلة بمبنى رقم 66 شارع بوعمامة علي حي المقري سانت أوجان بين أنياب الخطر كون الموت تحت الأنقاض يلاحقها بشكل دائم بالنظر إلى الوضعية الكارثية التي يتواجد عليها المبنى المصنف منذ عام 1978 في خانة البنايات المهددة بالانهيار، غير أن هذه الظروف المرغمة للعائلات التي تتراوح عدد أفراد كل منها من ثلاثة إلى عشرة لم تشفع لهم لدى السلطات المحلية على اختلاف درجات مسؤولياتها للتدخل وانتشالها من المعاناة المريرة التي تكابدها هذه العائلات التي امتزجت يومياتها بالقلق والخوف الشديد على أطفالها على وجه الخصوص. العائلات المذكورة تناشد الجهات الوصية في الولاية النظر إليها بعين الرأفة وحمل معضلتها على محمل الجد قبل أن يشهد مبناها تكرار سيناريو حي الحمري وأرض شباط بحي الصنوبر، حيث سجل مقتل 4 أشخاص من بينهم طفل في انهيارين طال مسكني الضحايا ليتهم فقط حينها إعلان حالة الطوارئ خصوصا وأن البناية ذاتها سجل بها سابقا حالة سقوط امرأة من الطابق الأول إثر انهيار جزئي بها. يؤكد عدد من سكان البناية أن رغم كونها ملك لديوان الترقية والتسيير العقاري لم تستفد من عملية ترميم ورغم هشاشتها لم يحظ سكانها من عملية إعادة الإسكان، فحسب إفادات هؤلاء أن سبع مباني متواجدة بالحي نفسه أخليت من قاطنيها الذين استفادوا من سكنات جديدة في حين أنها أحسن حالا من البناية رقم 22 شارع بوعمامة علي. وتضيف العائلات أنها حال إقدامها على إيداع طلبات سكنات جديدة فوجئوا بضرورة إثبات فترة شغلهم للمبنى المذكور كونه مسجل لدى ديوان الترقية والتسيير العقاري خال من السكان رغم أن مدة سكن بعضهم فيه تتجاوز الأربعين من قبل مسؤولي القطاع الحضري المقري والتي تفيد بأنهم ضمن قائمة العائلات ذات الأولوية التي ستحظى بإعادة الإسكان خلال العملية المسجلة حاليا بمختلف أحياء مدينة وهران، إلا أن شيئا من ذلك لم يتحقق وتواصلت الوعود في الإطار ذاته بالاستفادة من سكنات جديدة عن قريب. وعليه، تأمل هذه العائلات من الجهات الوصية نقل وعودها إلى أرض الواقع بيدا أن بعضهم لن يتردد في اختيار حل ثان له بنصب خيم وسط الشارع في حال عدم تدارك المسؤولين موقفهم المتصلب اتجاه العائلات ال 21 وغض الطرف عن معاناتها. تفاصيل معضلة السكن لهذه العائلات تشاركها فيها عائلات أخرى في حي المقري منها المجاهد "خالد خالد" الذي لا يعدو سكنه أن يكون مدخل بناية تقع ب 8 شارع قندوز عبد القادر اقتطع منه جزء لإنجاز ما يشبه غرفة تضمه وعائلته المتكونة من ثمانية أفراد تتحول جدرانها إلى مجاري مائية في الفترات الممطرة أو في حالة تصدع قنوات صرف هي أشبه بالعلكة تلوكها الألسن في الحملات الانتخابية للفوز بصوته وأصوات أفراد عائلته، فالوعود التي تلقاها من قبل المتهافتين على كراسي المسؤولية كانت مجرد أوهام بدليل عدم استفادته من سكن رغم أن معاينة تمتد إلى عام 1964 مؤكدا من أزمته لم تجد نفعا حتى مديرية المجاهدين لم تمره اهتماما حسب إفاداته لجريدة "النهار". وضعية عائلة بودالي قادة لا تختلف عن الحالات المذكورة آنفا والقطن ب 12 شارع حسين ابن علي والذي لم يتوان في التصريح أن أزمته مع السكن أفقدته الشعور بجزائريته كون الاهتمام بوضعه لا يظهر إلا في الانتخابات من منطلق أنه كان إطارا سابقا في الدولة وما يثير الغرابة أن مسكنه أشبه ما يكون غار لظلمته وحتى الداخل إليه مجبر على الانحناء حتى يتمكن من الولوج إلى داخله. حالات العائلات المذكورة تعد نموذجا على سبيل المثال لما يعانيه العديد في حي المقري من أزمة حادة للسكن.