ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن وكالة الأمن القومى شاركت على نطاق واسع فى عمليات قتل تنفذها الحكومة الأمريكية، وتتعاون بشكل وثيق مع وكالة المخابرات المركزية "سى آى إيه" فى شن هجمات بطائرات دون طيار ضد إرهابيين فى الخارج. ويأتى تقرير الصحيفة بعد مراجعة وثائق قدمها مستشار الاستخبارات الأمريكية السابق إدوارد سنودن. رسالة بالبريد الإلكترونى بعثت بها زوجة صديق لأسامة بن لادن إلى زوجها أسفرت عن تحديد مكانه وإرسال السى آى إيه طائرة بدون طيار قتلته فى باكستان فى أكتوبر عام 2012، حسبما ذكرت واشنطن بوست فى موقعها على الانترنت مساء الأربعاء.ونقلا عن الوثائق التى قدمتها سنودن، الأمريكى الذى يختبئ فى روسيا بعد منحه اللجوء هناك، ذكرت واشنطن بوست أنها حجبت الكثير من التفاصيل حول غارات الطائرات بدون طيار بناء على طلب من مسئولين فى المخابرات الأمريكية.وذكرت أن المسئولين أشاروا إلى احتمال أن يتسبب نشر هذه المعلومات فى إفساد عمليات جارية تتعلق بالأمن القومى.وقالت الصحيفة، إن الوثائق أوضحت أن حملة غارات الطائرات بدون طيار، والتى تديرها وكالة المخابرات المركزية، تعتمد إلى حد كبير على قدرة وكالة الأمن القومى على جمع كميات هائلة من رسائل البريد الإلكترونى والمكالمات الهاتفية وطرق اتصال استخباراتية أخرى.وأفادت أن وكالة الأمن القومى أنشأت وحدة سرية لمهام مكافحة الإرهاب تهدف لتركيز الموارد الهائلة للوكالة من أجل الوصول لأهداف إرهابية يصعب العثور عليها.ولم تشرح وثائق سنودن كيفية الحصول على البريد الإلكترونى الخاص بصديق بن لادن، وما إذا كان ذلك قد تم بواسطة برامج لوكالة الأمن القومى كشفت مؤخرا وتستطيع جمع بيانات أرقام تم الاتصال بها من كل شخص فى الولاياتالمتحدة تقريبا.وبدلا من ذلك، قالت واشنطن بوست، إن استعراضها للوثائق يشير إلى أن الوكالة تعتمد بشكل كبير على عمليات اختراق مباشرة لجمع معلومات عبر شبكات مراقبة وضعتها وكالة الأمن القومى فى بوابات الإنترنت الرئيسية. ولم تعترف الولاياتالمتحدة علنا بقتل صديق بن لادن حسن غول، وفقا للواشنطن بوست. واعتقل جول، القيادى فى تنظيم القاعدة، عام 2004، وساعد فى فضح شبكة بن لادن، وهو تطور رئيسى فى محاولة تحديد موقع بن لادن، وأمضى غول عامين فى سجن سرى تابع لوكالة المخابرات المركزية وعاد للقاعدة بعد أن أرسلته الولاياتالمتحدة إلى مسقط رأسه باكستان عام 2006. وقتلت القوات الأمريكية بن لادن فى مخبأة بباكستان عام 2011، وهو نفس العام الذى سمت فيه وزارة الخزانة الأمريكية غول كهدف لعقوبات مكافحة الإرهاب بعد أن ساعد فى إعادة إنشاء شبكات خدمات لوجستية للقاعدة لنقل أشخاص وأموال داخل وخارج البلاد. وقالت واشنطن بوست إن وثيقة لوكالة الأمن القومى وصفت غول بقائد عمليات عسكرية للقاعدة وأن جهودا شاقة فى مراقبته بذلت للعثور عليه، وحدث ذلك بعد عدة أشهر عن طريق بريد إلكترونى من زوجته ساعد القوات الأمريكية فى قتله.