أظهرت وثائق سربها الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية، إدوارد سنودن، ونشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن الولاياتالمتحدة تتجسس على أعدائها وحلفائها على حد سواء بينهم إسرائيل. ونشرت الصحيفة ملخص الموازنة السرية للاستخبارات الأميركية، الذي يكشف بأن عملاء الاستخبارات الأميركيين يهتمون بشكل فعّال بالأصدقاء وبالخصوم على حدّ سواء، حيث وصفت باكستان ب"الهدف العنيد" وبأن العمليات الاستخبارية "تركز بشكل استراتيجي على أهداف تشكل أولوية تضمّ الصين وروسيا وإيران وكوبا وإسرائيل". وللولايات المتحدة وإسرائيل تاريخ في التجسس على بعضهما على الرغم من التحالف القوي الذي يربط بينهما. وكان الأميركي جوناثان بولارد، حكم بالسجن مدى الحياة عام 1987 بتهمة التجسس لصالح إسرائيل. كما أظهرت الموازنة أن التركيز يطال مواضيع أخرى حيث أطلقت وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية (سي أي إي) ووكالة الأمن القومي مشاريع، للتسلل إلى أجهزة كمبيوتر أجنبية وسرقة معلومات وتخريب أنظمة "الأعداء" في تبني لما وصف في الموازنة ب"العمليات الإلكترونية الهجومية". وأفادت أن الاستخبارات الأميركية كانت قلقة حتى قبل حادثة سنودن من تسريب موظفين لمعلومات سرية، وكانت وكالة الأمن القومي تخطط لإعادة التحقيق في حوالي 4 آلاف موظف يملكون تصريحات أمنية. وأوضحت الوثائق أن عمليات "مكافحة الإرهاب" لا تزال التركيز الأساسي لوكالات الاستخبارات الأميركية، وأشارت إلى أن واشنطن تواجه صعوبة كبيرة في التجسس على كوريا الشمالية. وتفيد الوثائق أن وكالات التجسس الأميركية نجحت في جمع مجموعة هائلة من المعلومات الاستخباراتية منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، لكنها بقيت غير قادرة على توفير معلومات هامة للرئيس بشأن العديد من التهديدات للأمن القومي. وتقدر قيمة ميزانية أجهزة الاستخبارات الأميركية ال16 أو ما يعرف ب"الميزانية السوداء" للولايات المتحدة، ب52.6 مليار دولار للسنة المالية 2013 وتشكل خريطة لمشهد بيروقراطي وتنفيذي لم يخضع أبدا للرقابة العامة. ورغم أن الحكومة كانت تعلن سنوياً عن حجم الإنفاق الإجمالي على الاستخبارات منذ عام 2007، إلاّ إنها لم تكشف عن كيفية استخدامها لهذه الأموال أو كيفية تنفيذ الأهداف التي حددها الرئيس والكونغرس. وتضاعفت ميزانية الاستخبارات الأميركية تقريباً منذ 11 سبتمبر 2001، حيث تحصل وكالة الاستخبارات المركزية على معظمها بمبلغ 14.7 بليون دولار، بينما تحصل وكالة الأمن القومي، حيث كان يعمل سنودن، على ثاني أعلى مبلغ 10.3 بليون دولار.
وفي شق آخر من الوثائق المالية التي نشرتها "واشنطن بوست" تم تسليط الضوء بشكل غير مباشر على دور الأقمار الاصطناعية والتنصت الالكتروني في تعقب زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2011.