أظهرت وثائق صادرة عن وزارة الدفاع الامريكية ووكالة المخابرات المركزية اهتمام مسؤولين بالبيت الابيض بمشروع فيلم في هوليوود يصور الغارة التي قتلت فيها وحدة من القوات الامريكية الخاصة زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن. وتشمل الوثائق -التي نشرتها جماعة (جوديشال واتش) المحافظة بموجب قانون حرية المعلومات واعلنت الثلاثاء- رسائل بالبريد الالكتروني بين كبار مسؤولي وزارة الدفاع والبيت الابيض تشرح جهود التعاون مع المخرجة كاثرين بيجلو والمؤلف مارك بول بشان الفيلم. واثار الفيلم جدلا العام الماضي عندما كشف مورين دود كاتب العمود بصحيفة نيويورك تايمز عن أن الفيلم سيصدر قبل اسابيع من انتخابات الرئاسة الامريكية التي ستجري في السادس من نوفمبر تشرين الثاني. وتأجل موعد العرض الأول للفيلم الى ما بعد الانتخابات رغم اعمال الدعاية التي قامت بها شركة سوني بيكتشرز . واظهرت الوثائق -التي نشرتها جوتشال واتش في مايو آيار- أن بيجلو وبول اللذين كان وراء فيلم "خزانة الالم The Hurt Locker" الحائز على جائزة اوسكار- اجريا اتصالات مع مسؤولين بوكالة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع وصولا الي البيت الابيض. وتؤكد الوثائق الجديدة ذلك فيما يبدو لكنها تظهر ان مسؤولي البيت الابيض أرادوا متابعة مشروع الفيلم ومشاريع اعلامية ضخمة اخرى عن الغارة. وفي رسالة إلى نائب مستشار الامن القومي بن رودس ونائب المتحدث باسم البيت الابيض خايمي سميث مؤرخة في 15 يونيو حزيران 2011 - أي بعد ستة اسابيع على الغارة التي قتل فيها بن لادن- طلب رئيس العلاقات العامة بوزارة الدفاع دوجلاس ويلسون "ارشادات" منهما بشان الطريقة التي يتعين ان يتعاون بها مسؤولي وزارة الدفاع مع المشاريع الاعلامية عن الغارة وخصوصا فيلم بيجلو وبول. وقال ويلسون إن بول وبيجلو يتعاونان مع كل من وزارة الدفاع ووكالة المخابرات المركزية بشأن "توجهات السياق الاولي" للفيلم وان ليون بانيتا مدير وكالة المخابرات المركزية آنذلك اعطى "موافقته ودعمه الكاملين" لمثل هذه التوجهات. ورفضت وكالة المخابرات المركزية التعليق على الوثائق فيما قال تومي فيتور المتحدث باسم مجلس الامن القومي إن لا يوجد أي مفاجأة في اعلان جوتشال واتش.