أضحى الطريق الوطني رقم 43 الرابط بين ولايتي جيجل وسكيكدة هاجسا حقيقيا بالنسبة للمواطنين الذين يستعملونه في تنقلاتهم اليومية سواءا كانوا سائقين أو ركاب إذ يتصوره الكثير من هؤلاء طريق الموت أو كما أصبح يطلق عليه اسم محور الموت بعدما تحول إلى مسرح للحوادث اليومية المميتة التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء ناهيك عن الخسائر المادية المعتبرة التي ألحقت بأصحاب وسائل النقل الفردية أو الجماعية. وبالرغم من أن هذا الطريق الوطني يخلو من المنحدرات والمنعرجات الخطيرة خاصة في محوره الرابط بين مدينة جيجل والى غاية المدخل الشرقي لبلدية الميلية وعلى طول مسافة قدرها 70 كلم، إلا أن هذا الأخير سجل منذ بداية السنة الجارية 326 حادث تسبب في وفاة 23 شخصا وإصابة 660 شخص آخر بجروح أدت معظمها إلى إعاقة الجرحى ونجد ضمن هذه الحصيلة الإجمالية المسجلة قبل نهاية هذه السنة 15 حادثا توفي خلالها 5 أشخاص فيما أصيب 38 شخصا بجروح وذلك منذ حلول شهر رمضان الكريم وهي أرقام رهيبة مقارنة بالسنوات الماضية حيث جعلت من ولاية جيجل تحتل المرتبة الأولى وطنيا في عدد الحوادث اليومية التي تتسبب في وفاة أو إعاقة الكثير من المواطنين الأبرياء يحدث هذا في الوقت الذي تتواصل فيه الأشغال الخاصة بتحويل هذا الطريق إلى طريق مزدوج في شطره الثاني الرابط بين منطقة أشواط بالطاهير وبلدية القنار نشفى بعدما عرفت نسبة الأشغال بالشطر الأول الرابط بين المدخل الشرقي لمدينة جيجل ومنطق أشواط بالطاهير تقدما كبيرا حيث من المنتظر أن يتم تسليمه خلال الأيام القليلة القادمة ومعلوم أن هذا المشروع الذي من شانه أن يقلل مستقبلا في عدد الحوادث اليومية التي تحدث بكثرة على مستوى هذا الطريق الوطني خاصة مع حلول كل موسم اصطياف أو فصل شتاء أو شهر رمضان المعظم وتحديدا في الفترتين الصباحية والمسائية من كل يوم أين تكون فيها حركة المرور كبيرة جدا على الطريق ذاته هذا الأخير الذي تسعى عناصر الأمن والدرك الوطنيين للتقليل من حوادث المرور به من خلال قيامها بوضع حواجز أمنية ووقائية في مختلف النقاط السوداء التي تشكل أكثر خطورة على مستوى الطريق الوطني رقم 43 والمتواجدة في محوره الرابط بين جيجل والميلية كالكيلومتر الخامس بجيجل وجسر واد جن جن وبازول بالطاهير ومنطقة الزويتنة بالقنار نشفي بالإضافة إلى منطقتي البلوطة ولجناح بسيدي عبد العزيز وكذا الصفصاف بلغيموز وتاريا وعين بوزيان وأخيرا منطقة العرابة بالعنصر. وعن أسباب وقوع هذه الحوادث الخطيرة على مستوى هذا الطريق الوطني والتي عرفت ارتفاعا كبيرا خلال ال10 أيام الأولى من شهر رمضان الكريم أكد بشأنها ل"النهار" الضابط المكلف بخلية الاتصال على مستوى مديرية الحماية المدنية بجيجل أنها تعود بالدرجة الأولى إلى العامل البشري مشيرا في ذات السياق إلى تزامن حلول شهر رمضان الكريم مع اختتام موسم الاصطياف هذه السنة حيث كشف ذات المتحدث في هذا الإطار عن استقبال شواطئ الولاية لأزيد من 8 ملايين مصطاف خلال نفس السنة الأمر الذي أدى حسبه إلى خلق حركة مرورية كبيرة خاصة على مستوى هذا الطريق فيما أرجح بعض المواطنين الذين تحدثت إليهم "النهار" ويستعملون الطريق ذاته بصفة يومية أسباب هذه الحوادث المميتة إلى عدم احترام السائقين قانون المرور بالرغم من الإجراءات الردعية المتخذة من طرف أعوان الأمن بالإضافة إلى تحويل حافتي الطريق الى أسواق فوضوية لبيع الخضر الفواكه دون رخصة.