تزايدت المخاوف في تونس من قيام عصابات ارهابية بسلسلة من الهجمات ضد المرافق السياحية خلال احتفالات رأس السنة الميلادية فيما أكدت السلطات الامنية اتخاذها لكل الاحتياطات والتدابير اللازمة لمواجهة كل الاحتمالات. ونشرت وسائل إعلام تونسية خريطة مفصلة لعدة مرافق سياحية "مستهدفة" من قبل الجماعات الارهابية حيث ضمت تلك الخريطة مناطق تونس العاصمة والحمامات وسوسة والمهدية وجربة التي تزخر كلها بمؤسسات سياحية مشهورة والتي تستعد لاستقبال السياح بمناسبة الاحتفالات برأس العام الميلادي. وسبق لوزير الداخلية التونسي السيد لطفي بن جدو التأكيد ان مصالح دائرته الوزارية تلقت معطيات ومعلومات حول مخططات ارهابية ترمي الى شن اعتداءات وهجمات متعددة خلال رأس السنة الميلادية موضحا بأن "كل التدابير والاحتياطات اللازمة قد تم اتخاذها للتصدي لهذه التهديدات". للاشارة فان السفير الأميركي بتونس أكد مؤخرا في تصريحات صحفية أن ظاهرة الإرهاب "ما تزال تشكل مخاطر على الانتقال الديمقراطي في تونس". وفي ذات السياق أبرز تقرير أصدرته "مجموعة الأزمات الدولية" أن الحرب في ليبيا أصبحت لديها "تداعيات أمنية" وأن المجموعات المسلحة في المناطق الحدودية التي شنت هجمات ضد أعوان الامن التونسي أصبحت تشكل "تهديدا أمنيا كبيرا" على تونس. وحسب الخبير العسكري التونسي مختار بن ناصر فإن خطر الارهابيين التابعين لجماعات "أنصار الشريعة" السلفية "مايزال قائما" داعيا السلطات الامنية الى "اليقظة والاستعداد" لمواجهة تلك التهديدات وذلك عبر إحكام الرقابة على جميع المنافذ الحدودية مع ليبيا. وهزت محاولات اعتداءات ارهابية مؤخرا مدينتي سوسة والمنستير السياحيتين في حادثة تعد بمثابة "انتقال نوعي" في المخططات الإرهابية التي كانت تستهدف المؤسسة العسكرية والامنية لتتحول الى محاولات "لضرب" السياحة الركيزة الاساسية في الاقتصاد التونسي حسب اراء المحللين. وسبق لجهات رسمية ان حملت تنظيم "انصار الشريعة" الارهابي التكفيري مسؤولية الهجمات الارهابية التي طالت عدة مناطق من البلاد. كما اعتبرت الحكومة الانتقالية التي تقودها حركة النهضة الاسلامية ان تنظيم "انصار الشريعة" يعتبر تنظيما ارهابيا محملة اياه "مسؤولية" اغتيال المعارضين السياسيين شكري بلعيد ومحمد براهمي. وكانت قوات الجيش التونسي والاجهزة الامنية قد شنت حملات امنية مكثفة بعدة ولايات لملاحقة العصابات الارهابية التي ما انفكت تهاجم أعوان الامن مما أسفر عن مقتل واعتقال العديد من العناصر المسلحة علاوة على العثور على اسلحة مختلفة ومتفجرات قادمة من الاراضي الليبية.