تم تعليق عملية إجلاء المدنيين في حمص الثلاثاء لأسباب "لوجستية"، فيما قال الموفد الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إن المفاوضات بين وفدي النظام السوري والمعارضة في جنيف لم تحقق "تقدما يذكر".تم تعليق عملية إجلاء المدنيين وإدخال المساعدات الغذائية إلى الأحياء المحاصرة في مدينة حمص السورية ليوم الثلاثاء بسبب صعوبات "لوجستية"، كما أعلن محافظ حمص طلال البرازي.وأوضح المحافظ أن من أبرز هذه الأسباب أن "الأحياء الخمسة التي يتواجد فيها المدنيون الذين يجهزون أنفسهم للخروج ليست قريبة من بعضها. الوضع الجغرافي فيها صعب".وقال لوكالة فرانس برس: "سنستانف عملية إخراج المدنيين وغدخال المساعدات الغذائية من حمص وإليها غدا صباحا" ابتداء من الساعة العاشرة (8,00 ت غ).وقد أعلن الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي الثلاثاء في مؤتمر صحفي بجنيف إن بداية الجولة الثانية من مفاوضات جنيف 2 بين النظام السوري والمعارضة كانت "شاقة" ولم تحقق تقدما.وقال الابراهيمي بعد جلسة تفاوض مشتركة بين الوفدين "ليس لدي الكثير لأقوله باستثناء أن بداية هذا الأسبوع كانت شاقة (...). نحن لا نحقق تقدما يذكر... سنقوم بما في وسعنا لمحاولة الإقلاع بهذا المسار".وأضاف: "أؤكد لكم أنني أملك أطنانا من الصبر، لكن الشعب السوري لا يملك قدرا مماثلا. نحن ندين للشعب السوري بأن نتقدم في شكل أسرع مما نقوم به".وناشد "الجميع أن يجعل هذا المسار حقيقة ويساعد سوريا على الخروج من الكابوس الذي يعيشه ناسها منذ ثلاثة أعوام"، مشيرا إلى أن القيام بذلك "يتطلب تعاونا من الطرفين هنا والكثير من الدعم من الخارج".وأشار الدبلوماسي الجزائري السابق إلى أنه سيلتقي الجمعة في جنيف نائب وزير الخارجية الروسي غيناتي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان، على أن ينتقل "الأسبوع المقبل أو أكثر بقليل، لكن بالتأكيد في وقت قريب، إلى نيويورك لرفع تقرير إلى الأمين العام للأمم المتحدة وربما إلى مجلس الأمن" حول المفاوضات.وبدأت الجولة الثانية من التفاوض بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين الاثنين. وعقد الطرفان الثلاثاء أولى الجلسات المشتركة.وبدا التباين حادا في مواقف طرفي النزاع المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011، إذ يشدد النظام على أولوية البحث في مسألة "مكافحة الإرهاب"، بينما تطالب المعارضة بالاتفاق على هيئة للحكم الانتقالي ذات صلاحيات كاملة.وردا على سؤال عما إذا كان حان الوقت "لفرض جدول أعمال" على المتفاوضين، قال الإبراهيمي: "لا أعرف إن كان في إمكاني فرض أجندة على أشخاص لا يريدونها. كيف يمكن أن توجه مسدسا إلى رؤوسهم... هذا بلدهم، ومسؤوليتهم كبيرة. جاؤوا إلى هنا بمبادرة من روسيا وأمريكا ومعهم دعم العالم أجمع على ما أعتقد، والكل يتوجه بانظاره اليهم، وبالتحديد كل الشعب السوري".وتابع: "أعتقد أن حمص شكلت نجاحا، لكن الأمر ترافق مع مخاطر. زملاؤنا في الأممالمتحدة وكذلك المتطوعون الرائعون في الهلال الأحمر السوري خاطروا كثيرا".ويتولى ممثل الاممالمتحدة يعقوب الحلو التفاوض مع محافظ حمص طلال البرازي والمقاتلين الموجودين داخل حمص لإجلاء المدنيين.وكان الإبراهيمي يتحدث عن العملية الإنسانية التي بدأت الجمعة في حمص في ضوء هدنة تم الاتفاق عليها بين مقاتلي المعارضة والسلطات السورية بإشراف الأممالمتحدة. ومددت الهدنة حتى مساء الأربعاء المقبل. وتم حتى الآن إجلاء أكثر من 1200 شخص من أحياء في حمص القديمة محاصرة منذ عشرين شهرا من قوات النظام، وقد عانوا من أشهر طويلة من الجوع والحرمان. كما تم إدخال حصص غذائية إلى السكان الباقين في الداخل.