الإبراهيمي يقول.. نقوم بما تسمح به الظروف والوقت - إبحار مدمرة "كيمياوي سوريا" الأمريكية نحو ميناء إيطالي قال مسؤول أمريكي أمس، إن الحكومة السورية تسمم مناخ مفاوضات "جنيف 2" مع المعارضة، من خلال منع توصيل إمدادات المساعدات الحيوية للمدنيين، ومن بينهم المدنيون في المدينة القديمة بحمص المحاصرة. ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إدجار فاسكويز، من جنيف، حكومة بشار الأسد إلى الموافقة فوراً على القائمة الكاملة للتحركات المقترحة للقوافل التي طلبتها الأممالمتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى حمص القديمة. وأكد فاسكويز أن دمشق لم تقم بخطوات ملموسة لضمان الوصول إلى المناطق المحاصرة، وتيسير تسليم قدر بسيط من مساعدات الإغاثة للسكان الذين يعانون، مضيفا "النظام يزيد من إلحاق الضرر بالمناخ التفاوضي من خلال استمراره في منع الطعام والماء والمساعدات الطبية عن الشعب السوري". كما اعتبر أن "مطالبة قوات المعارضة بمغادرة منطقة أو إلقاء سلاحها قبل السماح بتسليم المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية المطلوبة بشدة لا يمثل عرضا مقبولا لإدخال المساعدات الإنسانية.. رأينا النظام يفعل ذلك من قبل في إطار حملة التركيع أو التجويع المهينة التي يقوم بها". وأوضح فاسكويز أن شاحنات تابعة للأمم المتحدة تحمل 500 طن من المواد الغذائية وإمدادات الإغاثة جاهزة لدخول شمال شرق سوريا والاتجاه للحسكة ودير الزور فور إعطاء الحكومة السورية موافقتها. وشدد على ضرورة الفصل بين إحراز تقدم بشأن قضايا المساعدات الإنسانية ومحادثات وقف إطلاق النار. وفي المقابل وزرع وفد النظام السوري في مفاوضات جنيف بياناً يتهم فيه واشنطن بمخالفة نص "جنيف 1" عبر استئناف ما اعتبره "تسليحاً للإرهابيين". وفي الأثناء، أكد المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أن مفاوضات "جنيف 2" مستمرة حيث إن إنهاء الأزمة في سوريا يحتاج إلى المزيد من المفاوضات والوقت، كاشفاً أن جلسة الغد ستخصص للبحث في أسس "جنيف 1". واعتبر الإبراهيمي، في مؤتمر صحافي بعد اجتماعه مع وفدي المعارضة والنظام السوريين، أن مفاوضات "جنيف 2" تحتاج ل"خطوات بسيطة" لتحرز تقدماً، مضيفاً "نقوم في جنيف بما تسمح به الظروف والوقت"، مضيفا أن هناك فيما يبدو استعدادا للاستمرار في التفاوض لكنه لم يتوقع مطلقا أي معجزة تنهي الحرب المستمرة منذ نحو ثلاثة أعوام. وقال أيضا "نحاول إنهاء الحرب وبناء سوريا الجديدة.. القصة ليست سهلة". وكشف الإبراهيمي أن وفدي المعارضة والنظام السوريين سيبحثان في جلسة غد الثلاثاء أسس مؤتمر "جنيف 1". واتهم وفدي النظام والائتلاف بالمبالغة في التصريحات الإعلامية وطلب منهما احترام سرية المفاوضات. من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أن السفينة العسكرية الأمريكية "أم في كابي راي" المجهزة بمعدات لتدمير الأسلحة الكيمياوية السورية، أبحرت من مرفأ نورفولك - شرق الولاياتالمتحدة - باتجاه مرفأ جيويا تورو في إيطاليا. وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيفن وارن إن السفينة ستصل إلى المرفأ الإيطالي في منطقة كالابريا "خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع" لتنفل على متنها حوالي 700 طن من الأسلحة الكيمياوية التي تدخل في تركيبة غاز الخردل وغاز السارين قبل أن تبحر مجددا إلى المياه الدولية من أجل تدمير هذه الأسلحة. ويتم نقل هذه الأسلحة من مرفأ اللاذقية السوري على متن سفن نرويجية ودنماركية إلى مرفأ جيويا تورو الإيطالي في ظل مواكبة أمنية. وأبحرت شحنة ثانية من الأسلحة الكيمياوية من مرفأ اللاذقية بعد الشحنة الأولى التي أبحرت في السابع من يناير، حسب البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية. وجهز الجيش الأميركي السفينة "أم في كابي راي" بمنشأتين قادرتين على تدمير الأسلحة الكيمياوية الخطيرة جدا. وأوضح البنتاغون في بيان أن "الرواسب التي تنتج عن تدمير الأسلحة الكيمياوية لن تلقى في البحر أو في الهواء".