يبدو أن المترشحين الستة لرئاسيات 17 ابريل قد غيبوا الشباب و الرياضة في برامجهم الانتخابية و مع ذلك فقد عملوا على تدارك الوضع خلال الحملة الانتخابية التي سنتهي يوم الأحد المقبل. أدرك المترشحون لهذه الرئاسيات الأهمية الاجتماعية التي يمثلها هذان الموضوعان و سرعان ما عملوا على تصحيح الوضع بحيث أنهم تطرقوا خلال حملة انتخابية مكثفة إلى ملف الشباب و تطلعاته و حاجياته في جزائر تعمل على بناء مستقبله. و في أرض الميدان يلاحظ بأن الرياضة التي أججت شعلة الروح الوطنية في إطار تأهل تاريخي لكأس العالم توجد في عالم آخر بالنسبة لبعض المترشحين. و كأن المترشحين للاقتراع الرئاسي لم يستوحوا الكثير من هذا الرابط المتين بالنسبة للشبيبة الجزائرية والذي يعد بمثابة "رمز للسلام" بين مناصري مختلف الأندية الجزائرية بشكل كبير المترشحين للاقتراع الرئاسي. فقد اكتفى المترشحون بالتطرق إلى عموميات في برامجهم دون اقتراح سياسية رياضية توحد جهود الجميع لتكون الرياضة وسيلة لإقامة روابط اجتماعية و وسيلة لتربية الشباب و تكوين النخب و أداة اقتصادية قوية و فضلا عن ذلك قطاعا حركيا يسير المالية و شؤون الرياضة. و قال أحد الملاحظين أن البرنامج الانتخابي لمترشحة حزب العمال لويزة حنون لا يتطرق إلى الشباب و الرياضة. و صرح أنها ركزت على "السياسة الخارجية و الاقتصاد و تصورها السياسي لمستقبل جزائر الغد" مضيفا أن "لويزة كانت دائما مولعة بالسياسة و نضال العمال و حقوق الانسان". و في برنامجه الانتخابي لم يخصص علي بن فليس وهو مترشح حر لهذا الاقتراع سوى "بعض الأسطر" لقطاع الشباب و الرياضة. لكنه تدراك الوضع خلال التجمعات بحيث أنه تعهد ببومرداس بترقية ممارسة الرياضة "سواء رياضة النخب أو الرياضة الجماهيرية". و يعتزم توسيع ممارسة الرياضة لكافة المؤسسات التربوية من خلال وضع الوسائل الملائمة تحت تصرفها. و أوصى كذلك "بتزويد كل بلدية بملعبين اثنين و مسبح لجعلها بمثابة أول خلية و قاعدة لممارسة الرياضة و مراجعة النصوص المتعلقة بالحرفية و إعداد القانون الأساسي للمدرب و المربي و غيرهم". ولإثبات متابعته للأخبار الرياضية الوطنية يعتزم الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني السابق فور انتخابه القضاء على العنف في الملاعب متعهدا بإطلاق سياسة تكوين و تشجيع الرياضة النسوية. و من جهته دعا عبد العزيز بلعيد مترشح جبهة المستقبل إلى انشاء "مرصد وطني" سيعكف على مختلف المسائل التي تهم الشباب دون تقديم تفاصيل حول الاجراء الواجب اتخاذه ميدانيا. انتقد أصغر مترشح لرئاسة الجمهورية خلال تجمع شعبي تسيير رياضة النخب معتبرا بأن الرياضة لا تقتصر على كرة القدم متعهدا بتشجيع ممارسة الرياضة في المدارس و الجامعات و الأحياء. في الحقيقة قد يكون خطأ المترشحين الستة ناجم عن قلة وعي سياسي على حد قريب أحد المترشحين الذي يقول بأن البرامج الانتخابية تمحورت خصوصا على المسائل الاجتماعية و الملحة الراهنة لاسيما منها السكن و الشغل و الأجور و الطرقات. و أضاف نفس الملاحظ أن ذلك جعل المترشحين لا يولون أهمية كبيرة للرياضة التي لا تضمن السكن للمواطنين و لا تضمن لهم الأجر و لا حتى منصب شغل مما يفسر غياب قطاع الشباب و الرياضة في البرنامج الانتخابي للمترشحين. كما أن برنامج موسى تواتي مترشح الجبهة الوطنية الجزائرية لم يول هو الآخر اهتماما خاصا لقطاع الشباب و الرياضة. و صرح مدير حملة السيد موسى تواتي عبد القادر بوجوراس لوأج أن البرنامج العام لا يتطرق سوى "للخطوط الكبرى". و قال أن "نقطة انطلاق برنامجنا في مجال الرياضة تتمثل في توسيع ممارسة الرياضة من خلال رد الاعتبار للرياضة المدرسية و الجامعية التي تعد المشتلة الحقيقية للرياضة الوطنية. يجب أن تكون الرياضة تنافسية في هذه الاوساط و ليس فقط حصصا ترفيهية". و يشير البرنامج الانتخابي للمترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة إلى أن الممارسة المكثفة للنشاطات الرياضية ستصبح "هدف السياسيات العمومية". و يتعلق الأمر كذلك بالنسبة للمترشح بوتفليقة "بدمقرطة الرياضة الترفيهية التي ستقوم على التطوير المتوازن لكل الاختصاصات الرياضية و على ترقية المنشآت الجوارية". و لتحقيق ذلك أكد أنه "سيتم إيلاء اهتمام خاص للرياضة المدرسية و الجامعية و تشجيع الرياضة النسوية". و من جهة أخرى ستستمر رياضة المنافسة في"الاستفادة من دعم الدولة من خلال تعاون مع الفدراليات في مجال تأطير المواهب الشابة و كذا تحسين ظروف تحضير و تطوير التأطيرات التقنية و الفدرالية" حسب برنامج المترشح بوتفليقة. و في برنامجه لم يمنح مترشح عهد 54 علي فوزي رباعين أيضا اهتماما خاصا للرياضة و تعهد فقط "بوضع وسائل تحت تصرف الرياضة بهدف تطويرها". شهدت الرياضة الجزائرية التي كانت تسيطر منذ فترة قصيرة على المنافسات الافريقية الكبرى تراجعا خلال السنوات الأخيرة و لا تعكس الاستثمارات الهائلة للدولة على حد قول أحد أعضاء الفدرالية الجزائرية لكرة القدم.