حذرت تقارير صحفية مصرية من مخاطر انعكاسات الوضع الحالي في ليبيا على مصر ودعت الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي الى تبني توجه استراتيجي لدعم جهود الاطراف الليبية الساعية الى مواجهة التنظيمات الإرهابية وضبط الحدود والعمل على منع تقسيم ليبيا بكل الطرق من خلال تأسيس نظام حكم وطنى يشمل كل الليبيين. وقالت صحيفة "الاهرام" التابعة للدولة في مقال لها اليوم الخميس حول المخاطر الامنية التي تواجهها مصر على الحدود والتهديدات الاسرائيلية لامنها القومي ان الوضع الحالي فى ليبيا يمثل "خطرا كبيرا" ليس فقط على أمن مصر وأنما على مستقبل ليبيا كدولة. واوضحت الصحيفة ان التنظيمات المسلحة المنتشرة خاصة فى شرق وجنوب غرب ليبيا بارتباطاتها بتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب والصحراء الكبرى أصبحت تحكم قبضتها على الأرض الليبية فى ظل ضعف الدولة المركزية هناك , ولتلك التنظيمات معاقل فى درنة وبنغازى فى شرق البلاد ويتراوح عدد أعضاء كل جماعة بين 1500 و3500 عنصر وورثت ترسانة ضخمة من مخازن أسلحة النظام السابق وأخطرها مستودعان كبيران للأسلحة بمدينة درنة بها الالاف من قطع أسلحة فردية وثقيلة وعربات مدرعة ومدافع هاون ومضادات الطائرات والدبابات وصواريخ مختلفة الطرز . وذكرت الصحيفة ان من أخطر الميليشيات الليبية المسلحة "الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة" و "جماعة أنصار الشريعة" التى أنشأت فى شرق ليبيا 4 معسكرات هى (الملاحم فى درنة والنوفلية جنوب سرت وخليج بردة والجبل الخضر) لتجهيز وتدريب المسلحين من دول مختلفة منها مصر. كما تنسق مع نظيرتها فى مصر لإنشاء ما يسمى ب"الجيش المصرى الحر" لتنفيذ عمليات إرهابية داخل مصر بالتنسيق مع جماعات مصرية مثل "أنصار الشريعة" و"أنصار بيت المقدس" و"أجناد مصر" والتي تنشط في سيناء والدلتا ضد الجيش والشرطة مشيرة الى ان هذا التنسيق اتضح فى العمليات التى استهدفت وزير الداخلية المصري محمد ابراهيم ومديريتى أمن الدقهلية والقاهرة وبعض الكنائس خلال الاشهر الماضية . وأشارات الى أن هناك خطورة تقسيم ليبيا إلى ثلاث دويلات هى "برقة" و"فزان" و" طرابلس" أو تغيير تركيبتها الجغرافية والسكانية فى ضوء إعلان بعض الجماعات فى ليبيا عن توجهات انفصالية بما سيكون له نتائج اجتماعية سيئة على مصر وخاصة أن قبائل "أولاد علي" تعيش فى المناطق الحدودية بين مصر وليبيا ويتوزعون بين الدولتين ما يعرض مصر وليبيا على حد سواء لعدم الاستقرار. ولفتت أن وجود دويلات ضعيفة على أنقاض ليبيا يعطى فرصة للتدخل الأجنبي في شؤونها وتهديد أمن مصر واستقرارها. واعتبرت الأهرام انه من هذا المنظور فالتوجه الاستراتيجي لمصر خلال المرحلة المقبلة هو ضرورة "دعم" عملية الكرامة التي يقوم بها اللواء خليفة حفتر باعتبارها "مطلبا شعبيا ليبيا عكسته المظاهرات الشعبية في مدن ليبية عدة وكذا دعم تأسيس جيش ليبي موحد وقوي قادر على مواجهة التنظيمات الإرهابية وضبط الحدود والعمل على منع تقسيم ليبيا بكل الطرق من خلال تأسيس نظام حكم وطني يشمل كل الليبيين" حسب ما أضافت الصحيفة.