يعبرون إلى الأراضي الجزائرية عبر منافذ المهربين، دون دفع رسوم الدخول أو العبور، وأيضا من دون الخضوع للمراقبة سواء الجمركية أو الأمنية، يدخلون بلادنا عبر حدودها، لكن من دون جوازات سفر.. هم ليسوا أباطرة التهريب ولا هم أيضا أمراء الإرهاب، إنهم أمراء حقيقيون.. هم أمراء قطر الذين تهافتوا في الآونة الأخيرة على الصحراء الجزائرية، وبالتحديد على المناطق الواقعة على الحدود بين ولايتي بسكرةوالوادي، لأجل اصطياد طير الحبّار، الذي يستهوي أمراء وأثرياء الخليج لاعتقادهم أنه يطيل العمر ويزيد من القدرات الجنسية لمن يتناول لحمه * . * قبل أسبوع كان وفد أميري قطري متواجد بالصحراء الجزائرية، لاصطياد الحبار، وغادر الجزائر قبل أيام من العيد على أن يعود إليها وفد آخر بعد فترة، وبالفعل، فإن أمراء قطر عادوا إلى الجزائر متخفين، حيث يقومون منذ حلول العيد بالدخول إلى الشق الجزائري في منطقة بن قشة الواقعة بولاية الوادي، حيث يقضون ليلهم في تونس منذ بداية أيام عيد الأضحى الأولى، فيما يمضون نهارهم في صحراء الوادي يصطادون ما تبقى بها من طيور الحبار، مستغلين في حركة تنقلاتهم منافذ لا تخضع للمراقبة بين قريتي بن قشة في شقيها التونسيوالجزائري. * وتحدثت مصادر محلية أن شيوخا من عائلة حمد بن خليفة آل ثاني ومنذ يوم العيد الأول يدخلون إلى الأراضي الجزائرية تحت حراسة أمنية مشددة من مرافقيهم القطريين، ويصطادون الطائر المذكور طيلة النهار، قبل أن يشدوا الرحال مجددا إلى تونس عند حلول ساعات الليل الأولى عبر نفس المنفذ غير الرسمي، والذي عادة ما يسلكه المهربون. * ويأتي اصطياد الحبار من قبل شيوخ قطر، بعد يومين فقط من قيام ولي العهد القطري وشقيقه بنفس النشاط بإقليم ذات البلدية بن قشة، ضمن وفد هام يضم عددا من رجال الأعمال الخليجيين وأفراد متخصصين في الصيد والطبخ وبقية الخدمات الأخرى من جنسيات هندية وباكستانية وإيرانية وتونسية في عدد إجمالي يضم نحو 70 شخصا تقلهم 50 مركبة ذات دفع رباعي، طيلة فترة تواجدهم بصحراء بن قشة، يقومون بعمليات صيد استهدفت طائر الحبّار. وكانت منطقة رأس الطنب بأم الطبول في أعالي بلدية بن قشة مستقرا لولي العهد القطري ومرافقيه، حيث نصبوا أزيد من 40 خيمة ذات حجم كبير بمساعدة مواطنين من سكان البلدية، وكانوا يتنقلون طيلة هذه الفترة بين مناطق الضبيعي والخلة والشكشاك المحيطة بمكان استقرار الوفد وهي المناطق التي تشتهر بتكاثر وانتشار طائر الحبار النادر. وغادر ولي عهد دولة قطر وشقيقه صحراء بلدية بن قشة الحدودية باتجاه تونس ومنها إلى الدوحة، بعد الانتهاء من رحلة الصيد لطائر الحبار التي دامت أكثر من أسبوع كامل. * وحسب المعلومات المتوفرة، فإن ولي عهد قطر وشقيقه سيعودان مجددا بداية الأسبوع المقبل بعد قضاء عطلة عيد الأضحى مع الأسرة في الدوحة، في رحلة صيد مماثلة باتجاه صحراء ولاية بسكرة التي تبعد عن صحراء بن قشة بالوادي بنحو 300 كيلومتر. ولم يكشف عن أعداد طائر الحبار التي اصطيدت خلال رحلة صيد ولي العهد القطري، غير أن مصادر رجحت أن يكون الأمير القطري وشقيقه قد اصطادا نحو 50 طائر حبّار. * زيارة الوفود الخليجية لصحرائنا وإن كانت في شكلها الظاهر للسياحة والتنزه، فهي تختلف في جوهرها كونها تأتي ضمن عملية استنزاف أنواع من الثروات الحيوانية المحمية بترسانة من النصوص القانونية تمنع اصطيادها وتعاقب كل مخالف لها، لكن كيف تم الترخيص ومن أعطى الموافقة لهؤلاء الضيوف من الشخصيات الرفيعة بالقيام بنشاط الصيد في الصحراء الجزائرية، أم أن أمراء الخليج تسللوا خلسة إلى الجزائر؟ * يذكر أن وزارة الفلاحة أعدت قوانين خاصة تحظر عمليات صيد واستنزاف الثروة الحيوانية، وصادق عليها البرلمان سنة 2005، حيث جرى تصنيف بعض الحيوانات النادرة المحددة بالاسم ومنها طير الحبار والغزال وهما الصنفان اللذان يستهويان أمراء الخليج في المنطقة المغاربية بشكل عام والجزائر خاصة، كأصناف حيوانية محمية. وكانت وزارة وزارة البيئة قد دقّت هي الأخرى ناقوس الخطر سنة 2004 بسبب إمكانية انقراض هذه الأنواع من الحيوانات المحمية بقوانين دولية، قبل أن يصدر أحمد أويحيى حينها تعليمة تمنع صيد الحبّار. * ووزارة البيئة لا تعلم.. * كشف مستشار وزير البيئة وتهيئة الإقليم والسياحة، السيد أعراب، أمس، أن الوزارة ليست لها أي معلومات حول عملية صيد طائر الحبار بالصحراء الجزائرية من طرف أمراء خليجيين، وحاول مستشار الوزير رحماني تفنيد خبر أن تكون الصحراء الجزائرية تتم بها عمليات صيد تهدد الثروة الحيوانية والتوازن الايكولوجي في الجزائر.