في سابقة فريدة من نوعها عاشت شوارع مدينة تيزي وزو، أول أمس، أجواء استثنائية صنعها الآلاف من مربي الأبقار قدموا من 16 ولاية على رأسها البليدة، غليزان، البويرة، سطيف، سكيكدة وبرج بوعريرج في مسيرة شعبية حاشدة كان في مقدّمتها ماشيتهم من أبقار وماعز. وقد عمد الفلاحون إلى اختيار ماشية نحيلة ضعيفة للتنديد بالفوضى التي يعيشها قطاع الفلاحة وسط غياب دعم الدولة. وكانت بداية الاحتجاج بتنظيم تجمّع من الجهة الخلفية لملعب أول نوفمبر في المكان المسمى «لوباتوار» بحضور امرأة واحدة وهي مربية مواشي من ولاية بجاية ويتعلق الأمر ب «سليماني فضيلة» البالغة من العمر 48 سنة أم لستة أطفال، والتي أكدت في تصريحها ل«النهار» بعين المكان، أنها أبت إلا أن تشارك زملاءها في هذه الحركة الاحتجاجية التي انطلقت باستعمال مكبرات الصوت، حيث مر المحتجون بأبرز شوارع المدينة وسط دهشة الفوضوليون اللذين راحوا يتبعونهم ويلتقطون صورا وفيديوهات للاحتجاج. وقد ردد المتظاهرون اللذين رفعوا العديد من اللافتات شعارات عدة على رأسها «البقرة جائعة» «البقرة ترغب في الحرڤة « قبل أن تتوقف المسيرة أمام مقر المجلس الشعبي الولائي، حيث اقتحم المحتجون المقر ومعهم مواشيهم، قبل أن يتدخل رجال الشرطة الذين منعوهم من المواصلة لتندلع مناوشات بين الطرفين، فيما لجأ رئيس المجلس الشعبي الولائي لسطح المبنى. بعد ذلك واصل المتظاهرون احتجاجهم حيث نقلوه إلى مقر الولاية، أين نظّموا تجمهرا حاشدا، مطالبين بمقابلة الوالي الذي قيل لهم إنه غير موجود، فراحوا يخاطبونه باستعمال مكبرات الصوت وطلبوا منه تحمل مسؤولية ما سيحدث، قبل أن يقرّر رئيس ديوان الوالي والأمين العام استقبال وفد من المحتجين، ثم تفترق جموع المحتجين في حدود الساعة الثانية والنصف زوالا .