اعلن محمد بخاري الخصم الرئيسي للرئيس المنتهية ولايته غودلاك جوناثان الثلاثاء فوزه في الانتخابات الرئاسية الاكثر حماسة في تاريخ نيجيريا، ما دفع انصاره الى الاحتفال بهذا الاعلان. ونزل الاف النيجيريين الى شوارع كانو للاحتفال ب"انتصارهم" الذي اعلنه معسكر المعارض بخاري من دون ان يؤكد رسميا، وفق ما افاد ت مصادر اعلامية في هذه المدينة الكبيرة في الشمال المسلم. ورفع عدد كبير من الاشخاص مكنسة صغيرة، رمز شعار حزب بخاري، المؤتمر التقدمي، الذي تعهد بمكافحة سنوات من سوء الادارة والفساد.وقال الطالب خالد عيسى موسى "انه احد اجمل ايام حياتي، انه اشبه بيوم العيد بالنسبة الي".وعلق مايكودي ادامو "انها بداية تعزيز الديموقراطية. انا واثق بان بخاري سيتغلب على اكبر مشكلتين في البلاد، انعدام الامن والفساد".ووفق اخر الارقام الرسمية للجنة الانتخابية المستقلة، فان بخاري المسلم المتحدر من الشمال يتقدم بنحو 2,1 مليون صوت على جوناثان المسيحي المتحدر من الجنوب.وقد فاز بخاري بعشرين ولاية مقابل 15 لجوناثان. ووحدها نتائج ولاية بورنو في الشمال الشرقي حيث ينشط متمردو بوكو حرام لا تزال غير معروفة.وصرح لاي محمد المتحدث باسم حزب المؤتمر التقدمي لفرانس برس "انها المرة الاولى في تاريخ نيجيريا التي تتغلب فيها المعارضة على حكومة عبر صناديق الاقتراع".وقالت عائشة بخاري زوجة المرشح انها "فخورة" بزوجها واضافت "سنبني نيجيريا جديدة كما وعد زوجي. (لكن) الامر سيكون صعبا لان التوقعات هائلة". واكد حزب بخاري ان جوناثان اقر الثلاثاء بهزيمته. وقال شيهو غاربا مدير حملة بخاري لفرانس برس ان "الرئيس جوناثان اتصل في الساعة 17,15 (16,15 ت غ)" للاعتراف بهزيمته. وقد شكره الجنرال بخاري على ذلك".وتعذر الاتصال حتى الان بالمتحدث باسم جوناثان.لكن عددا كبيرا من النيجيريين يخشون اندلاع اعمال عنف كما حصل العام 2011 حين اسفرت مواجهات عن نحو الف قتيل بعد اعلان فوز جوناثان.وبخاري المسلم من الشمال سجل نقاطا في معاقله متقدما على جوناثان بحوالى 1,7 مليون صوت في ولاية كانو، الاكثر اكتظاظا في الشمال و650 الف صوت في كادونا. كما تقدم في مدينة لاغوس العاصمة الاقتصادية للبلاد.وتعتبر لاغوس التي تعد عشرين مليون نسمة ولاية رئيسية في الانتخابات. ولكن من اصل 5,8 ملايين ناخب مسجلين لم يصوت سوى 1,7 مليون.والتصويت الطائفي ظاهرة سائدة جدا في نيجيريا الدولة التي تعد 173 مليون نسمة والاكثر اكتظاظا بالسكان في افريقيا، غالبيتهم من المسيحيين في النصف الجنوبي والمسلمين في النصف الشمالي.والجنرال السابق البالغ من العمر 72 عاما ترأس مجلسا عسكريا في الثمانينات ويترشح للمرة الرابعة للانتخابات الرئاسية منذ عودة الديموقراطية الى البلاد في 1999. وقد نال اصواتا اكثر مقارنة مع الانتخابات السابقة في 2011.وركز بخاري حملته الانتخابية بنجاح على مكافحة الفساد المستشري في نيجيريا التي اصبحت اكبر قوة اقتصادية في افريقيا وخصوصا بفضل انتاجها الكبير من النفط لكن التفاوت الاجتماعي يبقى مصدر مخاوف كبرى.وبدات اعمال عنف تندلع منذ الاحد في ولاية ريفرز النفطية حيث اتهم حزب المؤتمر التقدمي برئاسة بخاري اللجنة الانتخابية المستقلة والحزب الديموقراطي الشعبي برئاسة جوناثان بممارسة التزوير.وصباح الاثنين تجمع نحو الف ناشط من حزب بخاري للمطالبة باعادة الانتخابات وتم تفريقهم عبر استخدام الغاز المسيل للدموع.واستمرت المسيرات الاحتجاجية طوال الاثنين حتى اعلان حظر تجول ليلا.وفي مواجهة مخاطر اندلاع اعمال عنف بعد الانتخابات، دعا الاتحاد الافريقي في بيان الى استخدام "الوسائل القانونية القائمة في حال حصلت احتجاجات على النتائج".ولم تنجح جماعة بوكو حرام التي هددت بتعطيل الانتخابات في منع تنظيمها على الرغم من عدة هجمات اسفرت عن سقوط قتلى.وهنأ الامين العام للامم بان كي مون الاحد النيجيريين بتنظيم الانتخابات التي قال انها تجري "بهدوء وبشكل منظم" رغم هجمات بوكو حرام التي اعلنت مبايعتها لتنظيم داعش.