السيارات كانت تُباع في ولايات الشرق والغرب فكّكت مصالح الأمن لغز شبكة تمتهن سرقة مركبات «الكلونديستان»، عن طريق خطة محكمة ينفذها أربعة شباب من بينهم نجاران وبائع غنم، وهذا من خلال التقدم للضحية وطلب نقلهم مقابل مبلغ 500دج، وبعد الموافقة وبمجرد وصولهم للمكان المتفق عليه مسبقا يقومون بثقب عجلة السيارة، مما يجبر الضحية على النزول، وقتها يقوم أحدهم بإشهار سكين في وجهه والآخر بتقييده فارين بالسيارة إلى خارج الولاية تاركين الضحية مكبلا في مسرح الجريمة.مجريات القضية حسبما تناولته المحكمة الجنائية بمجلس قضاء الجزائر، أمس، أن التحريات في الملف انطلقت عقب الشكوى التي أودعها «كلونديستان» أمام مصالح الأمن بتاريخ 8 أكتوبر 2011، جاء في فحواها أن مركبته من نوع «أتوس» قد تعرضت للسرقة من طرف أربعة شباب لا يعرفهم، وهذا عقب تقدم أحدهم منه كان مرفق بثلاثة من أصدقائه بهدف نقلهم إلى منطقة السحاولة مقابل أجرة 500 دج، وعند وصولهم المنطقة وبالقرب من إحدى الفيلات قاموا بمنحه المبلغ المتفق عليه ثمن أجرته، ليفاجأ بالمتهم الذي كان يجلس بجانبه يشهر سكينا من النوع الكبير وطلب منه النزول، فيما قام شريكه بإخراج شريط لاصق من الصندوق الخلفي للسيارة وقاما بتكبيله به، بعدها قام المتهمان بركوب السيارة وانطلقا بها نحو وجهة لا يعرفها، وفي نفس الفترة سجلت مصالح الأمن عدّة شكاوى تحمل نفس الوقائع من أشخاص يعملون «كلونديستان»، وعليه بوشرت التحريات أين تم توقيف المشتبه فيه الأول ويتعلق ب«سفيان» مسبوق قضائيا في المخدرات.كما كللت التحريات بتوقيف شركائه الثلاثة، وتوصلت أيضا إلى أنهم قاموا بسرقة ثلاث سيارت أصحابهما «كلونديستان» الأولى من نوع «أتوس» والثانية من نوع «ميڤان» والأخيرة من نوع «نوبيرا» التي سرقت من نفس المجموعة في الفاتح من أكتوبر 2011 بعد أن استدرجوه إلى مكان معزول بأحد شواطئ عين طاية شرق العاصمة، وأشهرا له سكينا كبيرا مع تكبيله بحبل كان ملقى على الشاطئ واستولوا على سيارته. عند سماع أقوال المتشتبه فيه «سفيان» صرح أمام الضبطية القضائية أن عمليات السرقة كانت تتم رفقة كل من المدعو «أ.محمد» و«ف.مراد» وقريبه «ب.أحمد»، هذا الأخير، كان يقوم بإخفاء السيارات المسروقة بمنزل جدته في منطقة «عزازڤة» أين تم استرجاع إحدى السيارات من هناك وهي سيارة «ميغان»، فيما بقي مصير باقي السيارات مجهولا بعد نقلهما على يد المتهم الرابع وهو سائق أجرة غير شرعي لغاية ولاية عين الدفلى ووهران، إذ يشتبه بأنهم قاموا بإعادة بيعهما بوثائق مزورة . المتهمون وعند توجيه لهم جناية تكوين جماعة أشرار من أجل ارتكاب جنايتي اختطاف شخص باستعمال العنف والسرقة الموصوفة المقترنة بظرفي التعدد واستعمال العنف، جاءوا بسيناريو جديد، وأكدوا أنهم فعلا قاموا بسرقة سيارة «كلونديستان» بعد أن قاموا بالاتفاق معه لنقلهم إلى منطقة السحاولة وعند وصولهم طلب منه المتهم الرئيسي أن يتوقف لشراء علبة سجائر وبمجرد نزوله من السيارة كان يخبر صاحب المركبة أن عجلات السيارة تحتاج لتغيير، وهذا بعد أن قام شريكه بغرس ألة حادة فيها عند امتطائهم لها، وقتها نزل الضحية وقاما بالفرار بها، ناكرين حمل أسلحة بيضاء وتهم التهديد والخطف والسرقة بالعنف . كما أكدوا لهيئة المحكمة أن السيارات التي قاموا بسرقتها تركوها معطلة في عزازڤة وعين الدفلى ووهران ولم يقوموا ببيعها على غرار ما جاء في الملف أنها تباع بولايات الشرق والغرب، رادين على استغراب النائب العام حول هدف السرقة إن لم يكن جني النقود بأنهم لم يكونوا في كامل وعيهم، حيث كانوا تحت تأثير الحبوب المهلوسة، وهو الأمر الذي نفاه الضحيتان بعد حضور جلسة المحاكمة، حيث أجمعوا على أن المتهمين كانا بكامل وعيهما أثناء تنفيذ مخطط السرقة .كما أكد النائب العام أن المتهمين جاءوا بسيناريو غريب، مقرين بالسرقات ناكرين التهديد، محاولين من خلال تصريحاتهم مراوغة المحكمة بخصوص استعمال العنف والأسلحة البيضاء في الاختطاف سالف الذكر، مشيرا إلى أن أمثال المتهمين زرعوا الرعب في أوساط السكان باقترافهم مثل هذه الجرائم والتخطيطات، والأدلة الدامغة واضحة، ليطالب بإدانة المتهمين الرئيسيين «سفيان» و«أحمد» عقوبة 20 سنة سجنا نافذا وعقوبة 10 سنوات سجنا نافذا ضد المتهمين «محمد» و«مراد».
موضوع : نجاران وبائع غنم يؤسّسون شبكة مختصة في سرقة سيارات الكلونديستان 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0