المافيا تشد قبضتها على مستشفى قسنطينة ^ أجهزة ب3 ملايير سنتيم في مصلحة التوليد تتلف ولا تستغل 900 مليار من ميزانية المستشفى لم تصرف حتى الآن ^ أخطاء طبية بالجملة تحت إشراف رؤساء المصالح بعد الضجة التي أثارتها الوضعية الكارثية لمصلحة الولادة وأمراض النساء بالمستشفى الجامعي لمدينة قسنطينة، والمعاناة التي كان يعيشها المرضى على مستوى هذه المصلحة، وبعض المصالح الأخرى، أقتحمت «النهار» أسوار هذه البناية التي أصبحت كابوسا يعيشه سكان قسنطينة وسكان الولايات المجاورة بالشرق الجزائري، الذين يلجأون إلى هذا المستشفى من أجل العلاج.كانت الساعة تشير إلى الثامنة والنصف صباحا، عندما وصلت «النهار» إلى بوابة مستشفى ابن باديس، التي كانت تعرف حالة من الترقب والاضطراب على مستوى المدخل الرئيسي للمستشفى. أبواب مغلقة وتدقيق في كافة الوافدين إلى المستشفى في الساعات الأولى من نهار أمس، كانت أبواب المستشفى مغلقة وحضور مكثف لأعوان الأمن، الذين كانوا يراقبون كافة الوافدين إلى المستشفى والتدقيق في هوياتهم تخوفا من دخول الصحافيين أو وسائل إعلام، كما تم منع الصحافيين من تصوير البوابة الرئيسية للمستشفى، أين تجمّع عدد معتبر من المواطنين، كان حديثهم حول ما سيجري خلال ال 24 ساعة القادمة في مستشفى ابن باديس بعد الفضيحة التي هزت المستشفى والقطاع بصفة عامة. عملية تطهير شاملة للمستشفى قبل وصول بوضياف قبل وصولنا بدقائق قليلة إلى البوابة الرئيسية، وفي طريقنا إلى المستشفى كانت شاحنات رفع النفايات تخرج منه وهي محملة بكميات كبيرة من النفايات الطبية، مما يؤكد شروع إدارة المستشفى في عملية تطهير شاملة لكافة مصالح المستشفى بما فيها مصلحة أمراض النساء والتوليد، تحضيرا لوصول المسؤول الأول عن قطاع الصحة عبد المالك بوضياف. من جهتهم، كشف العديد من المواطنين الذين كانوا أمام البوابة الرئيسية للمستشفى، والذين كان من بينهم العديد من المرضى، والذين تحدثت إليهم « النهار » بخصوص الوضعية الكارثية للمستشفى وخاصة مصلحة أمراض التوليد والنساء، حيث أكد العديد منهم في سياق حديثهم ل « النهار »، بأن إدارة المستشفى هي من تتحمل الوضعية الكارثية التي آلت إليها هذه الأخيرة، محملين المدير العام ورؤساء المصالح على غرار رئيس مصلحة أمراض النساء والتوليد، مسؤويلية معاناة المرضى والتي غالبا ما تتسبب في وفاة العديد منهم على طاولات الولادة أو العمليات خاصة في الحالات الخطيرة، مؤكدين بأن العديد من رؤساء المصالح يعملون بأهوائهم، ويعملون لخدمة مصالحهم الشخصية. مدير المستشفى يمسح «الموس» في رئيس مصلحة أمراض النساء والتوليد من جهته، بن يسعد كمال، المدير العامل للمستشفى الجامعي ابن باديس، حمل مسؤولية تدهور الأوضاع في مصلحة أمراض التوليد والنساء لرئيس المصلحة البروفيسور بركات، حيث كشف المسؤول عن المستشفى في تصريح ل «$» أن رئيس المصلحة يمنع الأطباء في غالب الأحيان من ممارسة مهامهم ويعطل السير العادي للمصلحة، مؤكدا بأنه يصف نفسه بأنه رب المصلحة ولا صوت يعلو فوق صوته، كما أنه يمنع الطبيب المساعد الوحيد الموجود على مستوى المصلحة من إجراء العمليات الجراحية على مستوى المصلحة، كما أنه ترك أجهزة معرضة للتلف من دون استعمالها. أجهزة بقيمة 3 ملايير سنتيم تم إتلافها والقضية أمام العدالة وفي سياق ذي صلة، كشف المدير العام لمستشفى ابن باديس ل« النهار »، أن أجهزة طبية تابعة لمصلحة أمراض التوليد والنساء، تم تركها لمدة تزيد عن 15 سنة عرضة للتلف من دون استغلالها، كما أن أجهزة للكشف الطبي تابعة لذات المصلحة تم إتلافها عمدا، مؤكدا بأنه أودع شكوى أمام وكيل الجمهورية لمحكمة قسنطينة، من أجل فتح تحقيق في القضية، مؤكدا بأن مصالح الأمن قد فتحت تحقيقا في القضية لكشف المتورطين في الحادثة. وكشف المسؤول الأول عن المستشفى أيضا، بأنه وبعد التحاقه بمنصبه وجد أزيد من 900 مليار سنتيم من ميزانية المستشفى لم يتم صرفها بعد بسبب إجراءات بيروقراطية، عطلت صرف هذه الأموال في تسيير مشاريع التوسعة واقتناء أجهزة للمستشفى، مؤكدا بأنه شرع في عملية تخفيف الإجراءات البيروقراطية لاستغلال هذه الأموال. أخطاء بالجملة في مصلحة التوليد بإشراف رئيس المصلحة من جهتهم، أفصح المرضى من النساء المتواجدات على مستوى مصلحة التوليد، عن المعاناة التي يعشنها على مستوى هذه المصلحة، خاصة وأنه تم ارتكاب العديد من الأخطاء الطبية والتي أشرف عليها رئيس المصلحة شخصيا، كما أن العديد من المواليد يعانين حاليا من مضاعفات صحية بسبب الأخطاء المرتكبة وظروف الولادة التي توفرها المصلحة والتي لا تتناسب مطلقا وشروط الصحة. رئيس مصلحة التوليد البروفيسور بركات ل"النهار":أنا أعمل وفق ما يحدده لي القانون من جهته، قال رئيس مصلحة التوليد وطب النساء البروفيسور بركات في تصريح ل « النهار »، إنه غير مسؤول عن الوضعية الكارثية التي آلت إليها المصلحة، مؤكدا بأنه لم يتفوه يوميا بعبارة أنه «رب المصلحة»، مشيرا إلى يعمل بطريقة قانونية ووفق الامكانيات الموفرة له. وكشفت مصادر من داخل المستشفى، بأن السبب الرئيسي وراء هذه الحالة الكارثية هي العلاقة الباردة وغير الطبيعية بين مدير المستشفى، وعدد من رؤساء المصالح، حيث يعيش المستشفى حربا باردة بين هؤلاء، بسبب التوقيفات التحفظية التي أقرها المدير الجديد الذي عين قبل 6 أشهر على رأس المستشفى، الأمر الذي جعل المستشفى يسير نحو الهاوية.
موضوع : لهذه الأسباب تحوّلت مصلحة التوليد إلى باطوار بقسنطينة 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0