التمست، أمس، النيابة العامة بمجلس قضاء سطيف تسليط عقوبة تراوحت بين الإعدام وعشرين سنة سجنا في حق أفراد أكبر الشبكات الدولية المختصة في استيراد وترويج مادة الكيف المعالج من المملكة المغربية إلى الجزائر فليبيا، في القضية التي فكت شفراتها في أفريل 2006 بعد ترصد من مصالح الدرك الوطني دام أسابيع تمكنت في آخره من الوصول إلى إحدى العصابات العابرة للحدود في مجال المخدرات تتكون من ثمانية أشخاص، الجلسة عرفت حضور ستة أشخاص بينما غاب شخصان من بينهما رئيس العصابة الذي ينحدر من منطقة وهران، الذي هو في حالة فرار ومحكوم عليه ب 20 سنة سجنا نافذا في قضية مخدرات أخرى تضاف إليه هذه القضية، أما الشخص الثاني فينحدر من سطيف، وتم تأجيل قضيتهما إلى الدورة الجنائية المقبلة، القضية استرجع فيها مصالح الدرك قنطار و30 كلغ كانت مخبأة في مزرعة وإسطبل بمنطقة قجال، بعدما ترصدت مصالح الدرك خطاهم في نقل المخدرات من المملكة المغربية وبالضبط من وجدة وصولا إلى وهران ومنها إلى سطيف، ليتم تصديرها إلى ليبيا، ويوزع جزء آخر داخل الوطن، المحاكمة دامت عدة ساعات، اعترف بعض المتهمين وأنكر البعض الأخر التهم المنسوبة إليه، المكلف بنقلها من وهران إلى سطيف يتستر على زعيمهم، فالمتهم الأول الذي استمعت إليه هيئة المحكمة المدعو ( م ، ع ) البالغ من العمر 32 سنة من المرادية بالجزائر العاصمة، اعترف بعلاقته مع المتهم الفار عن الجلسة من وهران ( م ، ي ) الذي يتولى عملية الاستيراد من وجدة المغربية عن طريق شخص مغربي يدعى العربي بن حيلة حسب ما جاء في الوقائع، وقال أنه تعرف عليه لما كان يأتي الشخص الوهراني لزيارة أخته في العاصمة تسكن بالقرب منه وتوطدت العلاقة بينهما عندما كان يؤدي الخدمة الوطنية بوهران، وأضاف أنه تنقل من وهران إلى سطيف مرتين وكان يترك السيارة عند الشخص الوهراني قبل المغادرة ولا يعلم ماذا كان يفعل فيها، وهو من حدد له الشخص الذي يلتقيه في سطيف بالمكان مقام الشهيد، والتقى بالمتهم "ج ، م" الذي أخذه إلى منزل كونه لا يعرف سطيف ومنحه السيارة إن أراد يقضي بها بعض أغراض ونفى علمه بالمخدرات أو نقلها، كما تستر على المتورط من وهران إن كان طلب منه نقل مخدرات إلى سطيف وقال أن سلوكه حسنة، كما اعترف بتنقله رفقة متهم أخر إلى مكان تخزين المخدرات بقلال، ونفى علمه بها، إلى أن تم توقيفهم من الدرك وتم ضبط حوالي 500غ من الكيف ونفى العثور عليها في السيارة. طردته فرنسا بسبب المخدرات فحول مزرعته بسطيف إلى مستودع لها وجاء دور المتهم المغترب بفرنسا الذي تم ترحيله منها سنة 1987 بسبب استهلاكه للمخدرات، المدعو (ب ، ل )50 سنة صاحب مزرعة وإسطبل يستعملهما لتخزين المخدرات، حيث اعترف في بداية كلامه بالحيازة فقط ولا علاقة له بالاستيراد أو المتاجرة، وأكد معرفته بالمتهم( ج ، م ) والذي أجره الإسطبل بمبلغ 8000 دج دون وثائق، وقال أنه كان يترك سيارة بداخله ولما فتح السيارة في إحدى المرات اكتشف أنه يخبئ به المخدرات، ولما عرف المعني أضاف أنه طلب منه السكوت مقابل المال، وأضاف أنه يعرفه منذ 2004 لأنه كان يشتري من عنده قطع المخدرات كونه مدمن عليها، مضيفا أنه قال له افعل ما تشاء وذلك مقابل منحي كمية للاستهلاك، واعترف بأن المتهم ( م ، ع ) من العاصمة نقل 56 كلغ من المخدرات على متن سيارة كليو، والمتهم (ق ، ج ) نقل له 73 كلغ على متن سيارة قولف، وأضاف أنه كان يستهلك الكثير من المخدرات وهو ما جعله يتركهم يفعلون ما يشاءون، وإخفاء المخدرات في براميل تحت الأرض، وأضاف أن المتهمين طلبوا منه وهو في السجن بعد القبض عليهم أثناء التحقيق أن يقدم أسمائهم، ومنهم ( ج ، م ) يقول أنه عرض عليه 150 مليون مقابل أن لا يدلي باسمه، كما أن هذا المتهم ( ج ، م ) من سطيف والبالغ من العمر 40 سنة أنكر كل التهم، وأنكر معرفته للمتورط بالعاصمة أو وهران، وتصريحات المتهمين الآخرين ضده، كما أنكر المتهمين الثلاثة الآخرين التهم المنسوبة إليهم. النيابة العامة اعتبرت أن هذه الشبكة خطيرة وتمتد إلى عدة دول من المغرب العربي، من خلال إدخال السموم وتوزيعها، وقالت أنه ليس بالضرورة معرفة المتهمين بعضهم لأن مثل هذه العصابات كل مكلف بدوره وفقط، وطالبت النيابة بالسجن المؤبد في حق المتهمين ( ث ، خ )، ( م ، ع )، (ب ، ل) و( ج ، م )، والتمست ب 20 سنة سجنا نافذ في حق المتهمين الآخرين، مع مصادرة كل المحجوزات.