أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء سطيف، نهاية الأسبوع الماضي، حكما ب20 سنة سجنا في حق 5 متهمين في قضية تهريب المخدرات من المغرب وترويجها بداخل الوطن• ويتعلق الأمر بكل من المدعو "ب•ل" البالغ من العمر 50 سنة، الذي تم ترحيله من فرنسا سنة 1987 بتهمة المتاجرة بالمخدرات، والمدعو "م•ع" البالغ من العمر 32 سنة من المرادية بالعاصمة، والمتهمين "ج•م"، 40 سنة، و"ق•ج"، و"ث•خ" من سطيف• وتعود حيثيات القضية إلى شهر أفريل 2006، عندما تلقت مصالح الدرك الوطني معلومات تفيد بأن شبكة متخصصة في المتاجرة بالمخدرات، تنشط بين مدينة وجدة المغربية وليبيا• وبعد ترصد ومتابعة استغرقا عدة أسابيع، تمكنت مصالح الدرك من ترصد حركتهم في نقل هذه السموم من مدينة وجدة المغربية إلى وهران، ومنها إلى سطيف، لتقوم بترويج جزء منها داخل الوطن، والجزء الآخر يتم "تصديره" إلى ليبيا عبر الحدود الشرقية• وإثر المتابعة والترصد تمكنت مصالح الأمن من حجز قنطار و30 كيلوغراما كانت مخبأة داخل إسطبل بمزرعة تقع ببلدية قجال جنوب ولاية سطيف، والقبض على المتهمين في هذه القضية وتقديمهم إلى العدالة• أطوار المحاكمة استغرقت أزيد من 8 ساعات، وشهدت اعتراف البعض، وإنكار البعض الآخر للتهم الموجهة إليهم، حيث اعترف المتهم الأول "م•ع" بعلاقته مع المتهم الغائب عن الجلسة المدعو "م•ي"، وأنه تنقل من وهران إلى سطيف مرتين وكان يترك السيارة عند المدعو "م•ي" قبل المغادرة، ولا يعلم ماذا كان ينقل فيها، وهو من حدد له الشخص الذي يلتقيه في سطيف، وكان ذلك بالضبط في مقام الشهيد• واعترف ذات المتهم أنه التقى بالمتهم "ج• م" ونفى أنه كان على علم بالمخدرات التي كانت موجودة بسيارته• أما المتهم الثاني "ب•ل"، صاحب المزرعة والإسطبل المستعملين في تخزين المخدرات، فاعترف بالوقائع وتعرفه على المتهمين، وأنه أجّر الإسطبل لأحدهم، والذي استعمله ليخزن فيه المخدرات• وبعد علمه لم يقل شيئا، لأنه يستهلك منها كميات معتبرة، فيما أنكر المتهمون الأربعة الآخرون التهم المنسوبة إليهم• وبعد استماع هيئة المحكمة لأقوال المتهمين التمست النيابة العامة تسليط عقوبة السجن مدى الحياة في حق المتهمين "ث• خ"، "م•ع"، "ب• ل" و"ج• م"، و20 سنة سجنا نافذا في حق المتهمين الآخرين• وكانت النيابة العامة التمست تسليط عقوبة السجن مدى الحياة في حق المتهمين الأربعة و20 سنة لاثنين آخرين•