لقي 19 رعية إفريقيا من بينهم رضيعان حتفهم، فيما أصيب قرابة 60 آخرون من 7 جنسيات إفريقية مختلفة بجروح وحروق متفاوتة الخطورة إثر نشوب حريق مهول بمخيم المهاجرين الأفارقة في ورڤلة، مما تطلب تدخل وحدات الإطفاء ووحدات طبية تابعة لمصالح الحماية المدنية والشرطة والدرك ومصالح الصحة العسكرية من أجل إنقاذ مئات الأفارقة الذين علقوا بالحريق . وكشف عدد من الأفارقة الناجين أن الحريق باغتهم أثناء النوم حيث تفاجأوا باشتعال النيران بالمخيم، مما أدى إلى حالة فوضى داخل المخيم بسبب تجمع المئات من البشر في مساحة صغيرة، ومما زاد في هول الحادث هو انفجارات متعددة أرجعها الأفارقة إلى انفجار قارورات غاز كانت بالمخيم زادت في عدد الضحايا ولهيب النيران التي انتشرت في كامل أنحاء المخيم واختناق العديد وإصابتهم بحالات إغماء لتفحمهم النيران بعد ذلك، فيما كشفت عدد من الطالبات المقيمات بالإقامة الجامعية إناث التي تقع قبالة مخيم المهاجرين الأفارقة أنهم قضوا ليلة مشؤومة بعدما شاهدوا في الساعات الأولى من الصباح اشتعال النيران بالمخيم، لتليه انفجارات متعددة ظنتها كل الطالبات المقيمات أنها بسبب اعتداء إرهابي، مما سبب لهن خوفا كبيرا، قبل ظهور عدد كبير من قوات الأمن وعناصر الدرك والحماية المدنية، ومباشرة بعد السيطرة على النيران تجمع مئات الناجين الأفارقة أمام المخيم الذي حاصرته عناصر الشرطة وأحاطته بشريط لاصق، لتتدخل جمعيات المجتمع المدني والمواطنون وعلى رأسهم ناشطون بالهلال الأحمر الجزائري من أجل تقديم وجبات باردة وساخنة للمهاجرين الأفارقة الناجين من الحادث الأليم. الوالي شكّل خلية أزمة وحالة استنفار قصوى بمستشفى محمد بوضياف عاش مستشفى محمد بوضياف مباشرة بعد الحادث حالة استنفار قصوى تنفيذا لتعليمات والي الولاية الذي أمر بتشكيل خلية أزمة من أجل متابعة عملية الإنقاذ وعلاج الجرحى، حيث تم استدعاء كل الأطباء الأخصائيين في علاج الحروق والكسور والأمراض الصدرية والجراحين من أجل مباشرة التكفل الطبي بالمصابين، تحت الإشراف الشخصي لمدير الصحة شخصيا، حيث كانت أغلب الإصابات عبارة عن كسور وحروق متفاوتة الدرجات لدى أغلب المصابين الذين فاق عددهم 50 مصابا، غادر أغلبهم المستشفى، فيما بقي 13 آخرون بعدما استقرت حالتهم الصحية وسيقومون بمغادرة المستشفى في القريب العاجل حسب مدير المستشفى، فيما كشف مصدر طبي أن جثث القتلى أغلبها متفحمة كليا بسبب هول الحريق. حسب التحقيقات الأولية في أسباب اندلاع الحريق شرارة كهربائية صادرة من أجهزة تدفئة كهربائية واستعمال قارورات الغاز وراء الحادث تكدس أكثر من 800 إفريقي في مكان يكفي ل 300 شخص كشفت مصادر أمنية ل«النهار»، أن التحقيقات الأولية بعد معاينة الشرطة العلمية لموقع الحادث، تبين أن السبب الرئيسي وراء اندلاع الحريق إلى شرارة كهربائية صادرة من أجهزة تدفئة كهربائية استعملها الأفارقة بسبب برودة الجو وانعدام أجهزة تدفئة بالمخيم، أدت إلى اشتعال النيران في الأكياس والأغراض التي يستعملها المهاجرون لتتسرب النيران لتصل إلى 7 قارورات غاز كان يستعملها الأفارقة في الطهي لتزيد من اشتعال النيران. وعن العدد الكبير للضحايا، كشف المتحدث الذي رفض ذكر اسمه أن عدد المهاجرين الأفارقة الذين كانوا بالموقع يفوق 800 شخص في مكان يتسع ل 300 شخص فقط، وهو ما أدى إلى تدافع كبير بين المهاجرين فور اندلاع الحريق، إضافة إلى الدخان الكثيف الذي انتشر في الموقع الذي تنعدم به التهوية، مما تسبب في حالات إغماء للبعض أدى إلى وفاتهم، وهو ما فسر وجود جثث متفحمة كليا بين الضحايا. تفحم الجثث يفرض إجراء تحاليل الحمض النووي كشف الطبيب الرئيسي في تصريح خص به جريدة «النهار» أثناء تقربنا من ذات المصلحة من أجل معرفة هوية الضحايا وتحديد الفئة العمرية، أن الجثث تفحمت بالكامل «وليس بوسعنا حاليا تحديد الهوية والسن إلا بعد إخضاعها لتحاليل الحمض النووي» للكشف عن الهوية والعمر. وزير الداخلية يزور موقع الحادث ويتفقد الجرحى ويكشف : تعرفنا مبدئيا على جنسيات القتلى وسنتخذ إجراءات مستقبلية بخصوص المهاجرين غير الشرعيين قام وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، مرفوقا بوزير الصحة، عبد المالك بوضياف، والمدير العام للحماية المدنية، العقيد لهبيري، بزيارة موقع الحادث، كما قام بتفقد الجرحى بمستشفى محمد بوضياف وكشف أن الوفد كُلّف من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، للوقوف على عملية التكفل بالمصابين، مضيفا أنه مبدئيا تم التعرف على جنسيات القتلى وهم 1 من نيجيريا و3 من ساحل العاج و2 من مالي و5 من النيجر و3 من غينيا و3 من السنسغال و2 من غامبيا، وهوما يرفع حصيلة القتلى إلى 19 قتيلا، مردفا أنه كلف شخصيا من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لتفقد الوضع. نقل أكثر من 650 مهاجر إفريقي إلى مخيم عسكري سابق أشرف جنود الناحية العسكرية الرابعة على عملية نقل الرعايا الأفارقة الناجين من حادث الحريق الأليم إلى مخيم عسكري سابق، كإقامة جديدة مؤقته، حيث تم نقلهم بواسطة حافلات وشاحنات عسكرية من أجل التكفل بهم من طرف قوات الجيش الوطني الشعبي، هذا وقام قائد الناحية العسكرية الرابعة اللواء عبد الرزاق شريف، بتفقد موقع الحادث. للعلم، فإن قوات الجيش الوطني الشعبي شاركت في عملية الإنقاذ ورعاية الجرحى بواسطة عناصر الطب العسكري الذين كانوا من أوائل المسعفين.