أفادت مصادر مطلعة أن وزيري الداخلية والجماعات المحلية "نور الدين بدوي" والصحة والسكان وإصلاح المستشفيات "عبد المالك بوضياف" تنقل ظهيرة أمس إلى ولاية ورقلة من أجل الإطلاع عن قرب على آخر المستجدات جراء الحريق المهول الذي اندلع فجر أمس في مركز للاجئين الأفارقة والذي أسفر عن وفاة 18 رعية أفريقية بينهم طفلان جراء اندلاع حريق متبوع بانفجار قارورات للغاز بأحد مراكز اللاجئين الأفارقة بالمدينة. وحسب مصادر مطلعة فإن الوزيرين قاما بزيارة موقع المخيم الذي اندلعت به النيران وكذا المصابين الذين يفوق عددهم ال 30 في مستشفى الولاية . وكانت الحماية المدنية قد تمكنت من إخماد الحريق رغم خطورة الموقف فيما تم نقل الجرحى و المصابين إلى مستشفى المدينة للعلاج كما استقبل المستشفى جثث الضحايا. كما خلف الحادث إصابة 37 آخرين بجروح منهم المصابون بحروق من مختلف الدرجات و قد تم نقلهم إلى مستشفى ورقلة لتلقي العلاج . و في هذا الصدد أوضح المدير الولائي للحماية المدنية المقدم كريم زيدان للقناة الإذاعية الأولى أن الحريق اندلع في مركز اللاجئين الأجانب على مستوى مدينة ورقلة و قد خلف 18 ضحية و حوالي 37 جريحا بمختلف الإصابات. وأضاف المقدم كريم زيدان أنه تم إجلاء كل الرعايا المتواجدين بالمخيم مضيفا أن العملية صعّبتها انفجارات قارورات الغاز كما أوضح المتحدّث أنّ الجرحى تختلف درجة خطورة إصاباتهم حسب الحالات. من جهتها رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس أكدت أن الأسباب الأولية المتوصل إليها حول حادثة وفاة 18 رعية إفريقية بينهم طفلان في مركز اللاجئين بولاية ورقلة فجر أمس الثلاثاء تعود إلى اندلاع حريق مهول متبوع بانفجار قارورات غاز تستخدم لتحضير الطعام. و قالت بن حبيلس إنه تم تسجيل 27 جريحا لا زالوا على مستوى المستشفيات كما تم تشكيل خلية أزمة على مستوى ولاية ورقلة مع اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لترحيل بقية الرعايا من المركز محل الحادثة و الذي كان يضم حوالي 200 رعية. من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية عن تشكيل لجنة لمتابعة تداعيات الحريق وأشار بيان لوزارة الشؤون الخارجية إلى أن خلية الأزمة لوزارة الشؤون الخارجية التي تعمل على قدم وساق منذ الإعلان عن الحادث تنسق عملها مع مجموع المؤسسات الوطنية المعنية لمتابعة تطور الوضع والتعرف على هوية الضحايا .كما تقدمت وزارة الخارجية –حسب ذات البيان - بتعازيها لعائلات الضحايا معربة عن تضامنها مع حكومات بلدانهم. والجدير بالإشارة أن الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان وبخصوص اللاجئين الأفارقة كانت قد أكدت بأن جهات غير رسمية متابعة لملف الهجرة غير الشرعية قدرت عدد المهاجرين الأفارقة الذين تسللوا إلى الجزائر من ولايات الجنوب الحدودية مع دولتي مالي والنيجر ب 50 ألف مهاجر كما كشفت في بيان سابق لها عن الواقع المأساوي والكارثي الذي يعيشه المهاجرون الأفارقة وذلك من خلال جولة استطلاعية قامت بها تعكس المعاناة الإنسانية نظرا لأن أغلب العائلات تعيش بالتسول كنظيراتها السورية غير أن الفارق الملاحظ هو اختلاف التعامل ففي حين يتلقى المهاجرون السوريون التعاطف والدعم يقابل الأفارقة بالجفاء وسوء المعاملة وهو الأمر الملاحظ أثناء الجولة الميدانية بالعاصمة كما أن أولئك اللاجئين –حسب المصدر- يتلقون الصدقات من المواطنين في محطات القطار و محطات النقل الحضري و على قارعة الطرقات شفقة من الناس على حالتهم المزرية فيما يعبر آخرون عن تذمرهم من شغلهم لكل الأماكن العمومية و امتهانهم التسول فضلا عن تخوفهم من نقلهم الأمراض.