انتهى عشية الأحد الماضي المخرج مسعود العايب وطاقمه من تصوير فيلم "حسني الأغنية الأخيرة"، وبدأ مباشرة عملية المونتاج، ويروي الفيلم كما سبق وأن تناولناه في أعدادنا السابقة، الحياة الخاصة لملك الأغنية العاطفية المرحوم الشاب حسني شقرون، من جانب مشواره الفني ومعاملته للناس وإعالته لعائلتين، والديه، وزوجته وابنه عبد الله مفضلا البقاء بوطنه على التغرب بفرنسا رغم العروض الكثيرة التي وصلته من هناك. ولم يسلم العايب وزوجته السيناريست فاطمة وزان ومساعد الإخراج مسري الهواري باعتبارهم المشرفون على الفيلم من الإنتقادات الكثيرة التي طالتهم من قبل مؤلفين ومنتجين ومطربين تعاملوا مع المرحوم في السابق وكذا أصدقائه المقربين، حيث اعتبروا في تصريحات نارية أن الفيلم يأخذ شكل شريط وثائقي يروي سيرته السطحية وتنبأوا بفشله المسبق.كما أعابوا على طاقم الفيلم سوء اختيار الأشخاص المناسبين لأخذ الحقيقة منهم كما عاشوها مع المرحوم، وبالتالي فحسبهم ستكون عدة حقائق وأسرار غافلة في هذا العمل. ولعل أكثر الأسئلة طرحا هي لماذا تم اعتماد فندق "الشيراطون"بوهران لتصوير بعض اللقطات فيه بالرغم من أن هذا الفندق لم يكن موجودا في وقت المرحوم؟،وكذا اختيار بيت زوجته ملوكة بعين تموشنت في بعض المشاهد مع أن المرحوم لم يسبق له الإقامة معها هناك على حسب المقربين منه ويكون قد دخل بيتها مرة واحدة وبالليل حينما كانت حماته بفرنسا.كما يكشف العارفون أن ملوكة ضربت عصفورين بحجر واحد في هذا الفيلم، من جهة إعطاء صورة للمشاهدين عن علاقتها مع المرحوم كما رسمتها هي وأخذها مبلغا كبيرا مقابل كل ما قدمته لطاقم العمل، ومن جهة ثانية استغلال قصة بيتها في الفيلم لإقناع السلطات أن المرحوم كان يقيم معها ويستحق سكنا تستفيد هي منه بعد رحيله. كما توجد نقطة مهمة أثارت الكثير من التساؤلات وهي مشاركة المؤلف الكبير محمد عنقر في الفيلم بصفته كاتبا وهو الذي لم يسبق وأن تعامل مع المرحوم على عكس أشهر مؤلفيه أمثال محمد نونة، كوربالي ، كادير الصوناكوم وأحمد حمادي الذين يغيبون عن هذا الإنجاز. من جهة أخرى كثرت الأقاويل والإشاعات منذ انطلاق تنفيذ المشروع، حيث قيل أن والدة المرحوم حسني رفضت فكرة التصوير ببيتها وكذا لقاء والدة حفيدها عبد الله التي يبدو أن الصراع معها لن ينته اليوم والظاهر أن الحاجة عومرية لم تنس الغسيل الذي نشرته قبل أعوام "كنتها"في الصحف حول العداوة بينهما وبالتالي فهي لاتزال حاقدة عليها بعد كل ما سببته لها في حياتها وبعد رحيل حسني خاصة وأنها كانت رافضة لزواجه منها منذ البداية وكانت على وشك أن تخطب له بنت من سعيدة بعد طلاقه من ملوكة وأياما فقط قبل اغتياله. يذكر في الأخير أن دورالشاب حسني قام به الممثل المسرحي فريد رحال من مسرح وهران والذي يشبه المرحوم إلى درجة كبيرة وهو من أشد المعجبين به، أما دور الزوجة ملوكة فقد أسند إلى الممثلة سارة رزيقة من مسرح مستغانم ، بالإضافة إلى مشاركة بعض الفنانين في أدوار ثنائية كالشاب الهندي و نورية، مع تكفل شركة "تاماريز فيلم"بالإنتاج وذلك بعد تبنّيه من طرف تظاهرة عاصمة الثقافة العربية وحصوله على دعم من الوزارة الوصية ومن المنتظر أن يكون جاهزا للعرض في 28 فيفري القادم.