من قلب مؤمن، صادق، مشبع بمشاعر الصدق والنبل والوفاء، ومن فكر مشرق بشعاع الهداية والنصح والصفاء، إلى كل تائه عن سبيل الصواب وشارد منحرف ناسيا ومتجاهلا يوم الحساب، وإلى كل غافل جرّه سيل الضياع وأسقطه في بركة الطيش والانحراف، فانج لنفسك من مؤثرات المحيط وملذات الدنيا فالعمر يمضي والأجل لا يعلمه إلا الخالق الرحيم، فامنح لنفسك فرصة من التفكير الراجح والرأي النير واجلس فترة راحة لمراجعة تصرفاتك ومراقبة أفعالك، أكيد ستصطدم لحصن الحيرة والتيه وتقع في دوامة لا مخرج منها ويكمن في الاختيار الصعب بين أفعال الشر وأفعال الخير، فلابد من التأمل واتخاذ موقف حاسم نابع من العقل والضمير الحي الفاصل والمميز بين روضة النعيم ومحطة الجحيم .. أفق من غيبوبة الأوهام وأحلام الزيف والغدر فإن سرت في أنفاق الضلال والظلام، ستضيع سنين عمرك سدى وستعاني فراغا رهيبا يقتلك ببطئ ويتلف ثمار حديقة أفعالك، فلا تغتر بالصحة والقوة والشباب والمال، فكل شيء يزول ويفنى وستجد غير الفعل القويم والمضيء لدروب حياتك في الدنيا والآخرة، ففكر مليا وبتدبير محكم فلربما باغتتك المنية فجأة ساعتها لا ينفع الندم . مادامت الفرصة سانحة لك ومادام قلبك ينبض ببريق الحياة فابحث من الأن في كل دفاتر حياتك وتفقد أوراقها يوميا وباهتمام وإدراك تام، فأكيد ستتوب عن اللهو واللغو المفسد للدين والمشوه للإسلام والمبيد للمبادئ المثلى. إذًا فكر في سعادتك وفي رضا بالك وانشراح صدرك واهجر سبل الهلاك والضياع، وعد إلى مسالك الصواب ولا تسمع إلى الغير ولا تنغمس في أهواء الدنيا وعد إلى الأبقى، وهو التفكير الصائب والنير لتجني ثمار الرضا والهناء وادخل إلى حياة جديدة خالية من الشوائب والرذائل عبر بوابة التوبة والرجوع إلى البحث عن مفتاح الخير، وهو التحلي بمناقب ديننا الحنيف لتكون من أهل الخيرات وتقتدي بأهل الطاعات وتهجر درب الملذات.