لا تنظر إلى غيرك بعين حاسدة وقلب بغيض، وتفادى انتهاج سياسة المقارنة بينك وبين غيرك وخاصة استدامة النظر إلى الذي يملك مالا وفيرا ومسكنا راقيا وسيارة فخمة، وما يحظى من ملذات الحياة وزخرفة العيش، فهذا التفكير الذميم سيقضي على طموحك ويلبسه ثوب العليل، ويفني آمالك ويسكنها خيمة الحيرة والتحسر وسيغمر عمرك سيول الملل والفناء، لتعيش في دوامة الضياع لا منفذ منها وستفقد اللذة في الحياة وينتج عن هذا الحدث قلة التقوى والإيمان والهروب من الواقع، وستسقط في جب الكفر بنعم الله، وينمولديك شرارة الحسد الذي يطفئ نور القلب ويقتل ورع النفس ويزرع بذور الحرمان في درب الاستقرار، وينزع منك أسباب الرضا وحينئذ ستدخل بوابة المعاصي بارتكاب السيئات ومحوالحسنات . تأمل مليّا في ذاك الذي انشغل به فكرك، وجعلته صوب مخيلتك قد أكل منه الفقر دهرا، وقد عاش ضياعا مفزعا ومرّ بوقت عصيب ومروع، وصادف مرحلة قاسية حافلة بالعقبات والمحن، وبعد مرور زمن طويل حتى صار في أرذل عمره حقق مراده ونال مبتغاه وقطف ثمار حلمه. فإن بقيت على حالك هذا سوف لا يعرف الهناء إليك سبيلا وستخسر كل أحبائك وحتى أهلك، فهذا السلوك الذميم يقلل من شأنك ويرمي بشخصيتك إلى الدرجة السفلى، واعلم أن الثروة الحقيقية هي ليست من يملك أملاكا كثيرة ويشغل أعلى المناصب، فالثروة الحقيقية هي تأديب النفس وترويضها على الأخلاق العالية وتشبعها بالتربية الإسلامية الصحيحة.أيها الحاسد لا تتطلع إلى غيرك بقلب منتقم ومتمني لزوال نعم، واحرص على تصرفاتك الدخيلة على الإسلام واسقي حقل دربك بماء الرضا ومن غدير القناعة وغذيه من رحيق الصفاء والنقاء واحمد الله على النِعم التي حظيت بها من الحواس والصحة والعافية، وتذكر جيدا أن الإنسان إن رحل عن هذا الوجود فكل شيء يزول ما عدا الفعل والعمل، إذن من الآن فكر فيما هودونك واقنع بعيشك وارضى بقدرك ستحيا حياة الهانئين وتشق مسلك الصالحين وتودّع ركب الحاسدين. ابنة الهضاب/ نادية واحدي