السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: ما أوقعت فيه نفسي أمر مخز للغاية، بعدما أصحبت دمية ورقية في يد صديق يصغرني سنا التمست فيه البراءة والوداعة، فإذا به ثعبان يخفي السم وراء جلده الناعم، فهذا الأخير رغم أني أفوقه خبرة في الحياة، إلا أنه عرف كيف يشدني إلى عالمه، كان كالساحر الماهر الذي يتقن فنون الجذب والاستمالة، لقد استطاع في ظرف زمني قصير أن يشل تفكيري وتمكن من الدفع بي إلى أماكن لم أكن أعرفها، أدخلني الملاهي الليلية فعشت أجواءً من الطيش، ثم جمعني بصحبته الفاسدة من الجنسين وجعلني من حيث لا أدري أقترف الذنوب والمعاصي من حيث لا أدري، لازلت حتى الآن لم أستوعب كيف لهذا الفتى أن يجرّني إلى عالم الشيطان، بعدما كنت مضربا للاستقامة فأسقطني في حفرة سحيقة.أدرك تمام الإدراك أن هذه الصديق لا يليق بمقام الصحبة، وأعرف جيدا أنني بالاستمرار معه سأكون حليفا للشيطان، رغم ذلك لا أستطيع الابتعاد عنه، لأن طريقه بات بمثابة الإدمان، مما جعلني يوما بعد الآخر اتبع خطواته، فماذا أفعل وكيف أخلّص نفسي من هذا الشطر الذي سيدخلني جهنم وبئس المهاد؟ عصام/ عنابة الرد: الحمد الله أن الشيطان ترك في قلبك شريان ينبض بالحياة ولا تزال الخشية من الله تراودك بين الحين والآخر، واعلم أن كل الأفعال والمعاصي التي أقدمت عليها وحدك من يتحمل نتائجها، فليس لهذا الصديق سلطان عليك، وليس بوسعه أن يجرك إلى العصيان مادمت تدرك أنه لا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار، فالاستمرار على هذا النحو مصيبة وطامة كبرى، بل جريمة في حق نفسك التي قدمتها على طبق من ذهب وأهديتها للشيطان.إذا كانت نفسك الأمارة بالسوء جعلتك تقع فريسة سهلة لصديق طائش مستهتر، فهذا لا يعني البتة الاستسلام والتمادي في اقتراف ما يُغضب الله، فهذا الفتى تخرّج من مدرسة الشيطان، ما جعله يقلب موازين حياتك. يجب أن تقطع صلتك به دون تفكير ولا تردد، لأن الانصياع له سيوقعك في مصيبة لا أعظم منها، خسارة الدنيا والآخرة، فقد يدخلك هذا الأخير متاهات تكون نهايتها الدمار، لأن عالمه مليء بالأشواك والفطريات. اتقِ الله في نفسك وتقرب إليه بالطاعات والأعمال الصالحة واسأله أن يُخلّصك من هذا الطيش، حصّن نفسك من الشيطان وصاحب الأخيار واتخذ منهم القدوة، وإذا كان بوسعك تزوج فتاة طائعة لربها تعينك على طاعة الله، وأسأله عز وجل أن يكتب لك الفلاح وأن يخلّصك من الضياع إن شاء الله. ردت نور