أبلغ من العمر 33 عاما أعمل في شركة طيران وناجحة جداً في عملي، على المستوى العاطفي، مررت بتجربة عاطفية فاشلة لأسباب لا أعرفها حتى اليوم، لكن مشكلتي تكمن في كم القيود التي أحيا معها : قيود مالية بسبب التزامات، تعبت من القيود، ضعفي واحتياجي العاطفي لشخص يحبني ويحتويني ويضمني إلى صدره ويرحم ضعفي، تعبت من تحملي للمسؤولية وعدم رغبة من حولي في سماع شكواي. فأنا الوحيدة في العمل تقريبا التي تتخذ موقف إيجابي وتواجه بما تراه خطأ، صحيح أجد أذن تسمع ورد بجودة أفكاري وآرائي ولكن ينتهي الأمر عند هذا الحد، تعبت من نفسي لعدم تكيفها مع هذا الواقع، تعبت من عدم قدرتي على تحقيق أحلام كثيرة، أيضا لدي أفكار كثيرة لتطوير وتحسين أشياء كثيرة لكن لا أجد من يسمع إلي، طرقت أبواب كثيرة لكن دون فائدة تعبت من إحساسي الفظيع بتقصيري الدينى ربما تعتقد أني أبالغ في تقدير مثاليتي وأخلاقي، ولكن أعي عيوبي جيدا وهي عصبيتي واندفاعي ولكن صدقني الجو حولي يبعث في نفسي الضيق. كنت أود أن أسهب أكثر لإيضاح الصورة ولكني فشلت، فهل أجد لديكم حلا أحيا به. الرد: قرأت رسالتك أكثر من مرة والحقيقة أنني وجدتها تقطر مرارة وأسى، وأنا لا ألومك لأن المرأة والأسى والحزن سببهم حسب ما فهمت موجود في سياق رسالتك، ففهمت أن أصل مشكلتك هي في ما تعانينه من فراغ عاطفي وعدم وجود شخص في حياتك يحبك ويحتويك ويضمد جراحك، أنا لا أطلب منك الاستسلام، إنما أطلب منك الصبر على أقدارك صبر المقتنع الراضي المؤمن بقضاء الله وقدره، فلا تبتئسي أو تنقمي على نفسك، أنا لا أنكر عليك حقك في أن يكون لك من يرعاك ويحتويك ويحبك، فهو مطلب طبيعي جداً وعادل جداً، لكن ما باليد حيلة، وهذا ليس حالك وحدك، بل مشكلة الكثيرات ممن هن في مثل سنك، والذين حكمت عليهن الظروف بأن يتأخر سن الزواج، ومع ذلك أدعوك لرؤية أكثر تفاؤلاً فأنت تعملين وعملك يأخذ الكثير من وقتك، فرغم ما به من منغصات، إلا أنه يملأ فراغك ويشعرك بالاستقلال المادي، ويدعم ثقتك بنفسك ويحقق لك جزءا من الأمان المفقود، وقبل كل ذلك فهو يمدك بالخبرات الحياتية، ويثري حياتك بالمعرفة، فلا تيأسي وإصبري وإعلمي أن الله سيجزيك خير الجزاء، أسال الله لك فك الكرب وإزاحة الهم إن شاء الله وقولي دائماً " اللهم إني أسألك صبراً جميلا وفرجا قريبا وعملاً متقبلا " اللهم آمين يارب.