سيخضع أعوان الأمن على مستوى كافة المراكز الاستشفائية، إلى دورات تكوينية تشرف عليها مصالح الشرطة، سيتعلمون من خلالها كيفيات التعامل مع الوافدين على مستوى المصالح الاستشفائية. وحسب ما علمته «النهار» من مصدر مسؤول بوزارة الصحة، فإن الدورات التكوينية سيستفيد منها أعوان الأمن في المستشفيات، والتي ستشرف عليها مصالح الشرطة، بموجب اتفاقية سيتم التوقيع عليها بين وزارة الصحة ووزارة الداخلية، إذ بموجبها سيتعلم الأعوان كيفية التعامل مع المواطنين، والتدخل في الحالات المستعجلة أو في حال وقوع تجاوزات أو حرب عصابات على مستوى مصالح الاستعجالات التي أصبحت ظاهرة متكررة على مستواها. وفي السياق ذاته، توصلت الزيارات التفقدية التي قام بها أعوان وزارة الصحة رفقة ممثلين عن وزارة الداخلية، على مستوى كبريات المراكز الاستشفائية الجامعية، للتعرف على كيفية أداء أعوان الأمن، إلى أن 80 من المائة منهم أغلبهم لا يحسنون التواصل مع المواطنين، وهناك من هم مسبوقون قضائيا، تم قبولهم للعمل في المستشفيات، بحجة الحاجة لهم لمواجهة مرافقي المرضى أو مسبوقين آخرين مثلهم ممن يقصدون المستشفى من أجل حقنهم بمواد مخدرة. وعلى الصعيد ذاته، أكد نفس المصدر، أنه من المفروض أن يمثل الاستقبال الحسن 50 بالمائة من العلاج، إلا أن أعوان الأمن الذين تم التعامل معهم خلال زيارة الوفد المشترك للمستشفيات، لا يحسنون البتة التعامل مع المرضى، فضلا عن افتقارهم للتكوين فيما يخص طريقة التكفل بالمتوافدين على المراكز الاستشفائية، إذ كثيرا ما يسقطون على أبواب المستشفيات تأثرا بآلامهم. ووقف ممثلو وزارة الصحة عند تنقلهم إلى المستشفيات، على قيام بعض أعوان الأمن على مستوى العديد من المصالح، بفتح الرسائل التوجيهية الخاصة بالأطباء، ورفض دخول المرضى، وتوجيههم إلى مصالح أخرى، بحجة عدم توفر المصلحة على أسرّة، وهو الأمر الذي يعتبر اعتداءً صارخا على السر الطبي، وتدخلا في صلاحيات الأطباء. وبرر العديد من أعوان الأمن الذين تم استجوابهم، أنهم يضطرون إلى التعامل بشكل فض مع المواطنين، لأنهم يرفضون السماح لهم بالدخول بعد انتهاء أوقات الزيارة، أو رؤية طبيب ليس موجودا بالمصلحة، أو مرافقة مريضهم من أجل العناية به، والأسوأ هو عند توجه جماعة كبيرة من الشباب للمستشفيات لحماية مريضهم خوفا من تعرضه للضرب، حيث تدخل عصابات مدججة بالأسلحة لتصفية الحسابات العالقة معه داخل المصلحة، كما أكدوا أنهم يلجأون إلى الاحتفاظ بالعصي لتأمين أنفسهم من أية اعتداءات في الفترات الليلية.