كان يحمل هوية مزورة باسم «بوزيد سمير» منحها إياه الإرهابي المغربي صلاح عبد السلام دخل إلى سوريا في 19 أفريل 2014 عبر محافظة الرقّة وخضع لنفوذ من قبل مجموعات مغربية حددت مصالح الأمن الجزائرية هوّية الإرهابي الذي قضت عليه الشرطة البلجيكية، قبل أسبوع، برصاص قناص، وهو يحاول إطلاق النار على الشرطة من نافذة شقة، في منطقة فورست، بضواحي بروكسل، ويتعلق الأمر بالمدعو «بلقايد محمد عزيز» المولود بتاريخ 9 جوان 1980 بالجزائر، والذي كان يقيم ب16 شارع الإخوة زيوي في المقارية «ليفيي» سابقا بلدية حسين داي بالعاصمة . كشفت مصادر أمنية موثوقة ل النهار، بأن التحقيقات المعمقة التي باشرتها أجهزة الأمن المختصة، توصلت إلى تحديد هوية الإرهابي الذي قضت عليه الشرطة البلجيكية بعد أن بثت بلجيكا عبر جهاز الأنتربول بيانات الإرهابي المقضي عليه، وسمحت التحريات التي تمت من طرف مصالح الشرطة من التأكد بأن الإرهابي المدعو «بلقايد محمد عزيز» كان يحمل بطاقة هوية مزورة باسم «بوزيد سمير». ويعتبر الإرهابي «بلقايد محمد عزيز» أحد العناصر الخطيرة لتنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية «داعش» وملقب ب«أبو عبد العزيز الجزائري»، وكان يقيم بمدينة استكون السويدية، ذو مستوى متوسط، وتشير المعلومات إلى أن الإرهابي كان يشتغل كصانع حلويات، وسافر إلى عديد الدول الأوروبية على غرار إسبانيا وألمانيا وفرنسا. ودخل الإرهابي الجزائري عبر مدينة «تل أبيض» الواقعة في سوريا بتاريخ 19 أفريل 2014، وهي مركز منطقة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، ومعروف عليه أنه كان ضمن قائمة الانتحاريين لتنفيذ هجمات إرهابية بعديد الدول الأوروبية. وسمحت التحريات التي قامت بها مصالح الشرطة الجزائرية من الكشف عن تفاصيل تخص حياة هذا الإرهابي، وأبرزها أنه كان يشتغل في تجارة الملابس ويقوم بعملية بيعها في الأسواق الأسبوعية، قبل أن يقرر الرحيل إلى إسبانيا ومنها إلى مملكة السويد، حيث تزوج هناك قبل أن يعود إلى بلجيكا، وخضع لنفوذ وضغط من قبل مجموعات متشددة مغربية أقنعته بضرورة التوجه إلى سوريا، حيث التحق هناك بالتنظيم الإرهابي «داعش». وتثبت نتائج التحقيقات، النجاح الباهر الذي حققته الشرطة الجزائرية في الكشف عن معلومات حقيقة تخص الإرهابي الجزائري الذي قضت عليه قوات الأمن البلجيكية، بعد معلومات وردت إليها من قبل منظمة «الأنتربول» وهذا في ظرف وجيز، رغم أن كل البيانات التي قدمتها الشرطة الدولية والتي انطلقت من وثائق هوية مزورة. وأضافت مراجع «النهار» بأن ابن بلدية حسين داي، والذي كان يقيم بطريقة غير شرعية، ولم يكن معروفا لدى الشرطة إلا في قضية سرقة واحدة، تأثر كثيرا بالفكر المتطرف لمجموعات متشددة مغربية، والتي أقنعت هذا الشاب الذي تزوج بشابة سويدية، في الانضمام إلى أخطر تنظيم إرهابي والوقوع في فخ «داعش»، بعد أن عاش الجحيم معهم قبل أن يسقط في عملية مداهمة للشرطة البلجيكية ببروكسل. وتشير التفاصيل المثيرة إلى أن الإرهابي الجزائري كان على علاقة بالمشتبه الرئيسي في تنفيذ هجمات باريس، المغربي «صلاح عبد السلام»، الذي تمكن من الاختباء لمدة 4 أشهر بعد أن قام الجزائري بإحضاره من مطار بودابيست، وهناك منحه هويتين مزورتين، الأولى تحمل اسم سمير بوزيد، والثانية باسم سفيان كيال، إلى حين حصول مداهمة روتينية لشقة في بلدية فوريست في بروكسل، الأسبوع الفارط، وهو ما سمح بتحديد مكانه، حيث قتل عناصر الشرطة البلجيكية الإرهابي الجزائري «محمد بلقايد» الذي قد يكون على الأرجح الرجل الذي نقل مبلغا من المال يفوق 750 أورو عبر وكالة «وسترن يونيون» ببروكسل، وحوله لابنة عم عبد الحميد أباعود «الحسناء بولحسن»، العقل المدبر لهجمات باريس، لدفع إيجار مخبإ سانت دوني شمال باريس.