عبر المشاركون ضمن فعاليات الصالون الدولي "سيرتا سياحة 2024"، المنظم بدار الثقافة "مالك حداد" في قسنطينة، في الفترة الممتدة بين 28 و30 أفريل المنقضي، عن رغبتهم في المساهمة في تطوير السياحة المحلية، وتقديم خدمات مميزة للسائح المحلي والأجنبي، في حين أبدى مشاركون أجانب من وكالات أسفار وسلك دبلوماسي عامل بالجزائر، إعجابهم بما تزخر به البلاد من إمكانيات سياحية كبيرة، معبرين عن انبهارهم الكبير بقسنطينة، على أمل تطوير التبادل السياحي في الاتجاهين. حسب محافظ المعرض الدولي "سيرتا سياحة 2024"، رشيد يايسي، فإن الطبعة السادسة التي جاءت تحت شعار "صناعة السياحة في الجزائر بين الفرص والتحديات"، والتي افتتحها وزير القطاع، مختار ديدوش، عرفت مشاركة أكثر من 40 عارضا من مختلف الولايات، مع مشاركة كل من تنزانينا وتونس عبر أجنحة داخل المعرض، إلى جانب التواجد اللافت لسفيري إندونيسيا وكرواتيا، خلال حفل الافتتاح، مؤكدا أن هذه الطبعة جاءت على شرف دولة فلسطين، التي حضرت بجناح رمزي، تؤكد متانة العلاقة بين البلدين. إبرام اتفاقية تعاون بين المتعاملين في قطاع السياحة شهدت فعاليات الصالون الدولي "سيرتا سياحة 2024"، إبرام اتفاقية بين المتعاملين في قطاع السياحة، حيث أكد المحافظ رشيد يايسي، أن هذه الاتفاقية التي تمت بين الفدرالية الوطنية للفندقية والسياحة، والكنفدرالية الجزائرية للعمل، تهدف إلى وضع تسهيلات وتخفيضات في أسعار الفنادق والخدمات السياحية لفائدة المنتسبين للباترونا. كما أوضح يايسي، أنه تم على هامش الصالون، تنظيم يوم دراسي حول صناعة السياحة في الجزائر بين الفرص والتحديات، يضاف له تنظيم لقاءات بين المهنين في قطاع السياحة في شكل "بي تو بي"، مع جولات سياحية للعارضين والمشاركين نحو المركب السياحي نجم الشرق ببلدية عين أعبيد، ونحو أهم المعالم السياحية بعاصمة الشرق، بمساهمة الجمعيات الناشطة في المجال، والتي باتت توفر عددا مهما من المرشدين، ملحا على ضرورة التكوين المستمر لهؤلاء المشردين، خاصة في مجال اللغات الأجنبية. يرى محافظ المهرجان، رئيس الديوان المحلي للسياحة، الجهة المشرفة على معرض "سيرتا سياحة 2024"، أن قسنطينة باتت مقصدا لعدد معتبر من السياح، الذين يقصدونها من مختلف الدول والقارات، على غرار إندونيسيا، ماليزيا، إسبانيا، إيطاليا وفرنسا، وحتى من أستراليا، مضيفا أن الجزائر التي تحتل المرتبة الثانية عالميا من حيث التراث الروماني، المتواجد بالعديد من المدن، على غرار تيديس، جميلة وتمقاد، باتت تستقطب عددا من الباحثين والأكاديميين، في إطار السياحة الثقافية، التي أصبحت من بين أهم أنواع السياحة في المدينة، مضيفا أن العائق الأكبر في قسنطينة، يبقى عدد الفنادق المقدر بحوالي 20 فندقا فقط، وهو عدد قليل، حسبه، مقارنة بمدن أخرى، على غرار وهران التي تضم حوالي 120 فندقا. تميم عاصف مسؤول الجالية الفلسطينيةبقسنطينة: الجزائر في القلب ومشاركتنا لإبراز الموروث الثقافي الفلسطيني عبر السيد تميم عاصف، ممثل الجالية الفلسطينيةبقسنطينة، عن امتنانه الكبير للقائمين على المعرض الدولي "سيرتا سياحة 2024"، معتبرا أن دعوة الفلسطينيين في كل نشاط يقام بالجزائر، هو خير دليل على حب الجزائريين دولة وشعبا للفلسطينيين. وقال "إن دعم الجزائر على رأس كل فلسطيني، وما تقوم به الجزائر لإسماع صوت فلسطين في المنابر الدولية، هو خير دعم". وحسب السيد تميم، فإن الفلسطينيين يجدون كل حريتهم في الجزائر، ويشاركون في مختلف النشاطات، على عكس بعض البلدان العربية التي تضم أعدادا كبيرة من الفلسطينيين، تصل إلى مليون وأكثر، وباتت تقيد من تحركاتهم، ولا تسمح لهم بالمشاركة في مختلف النشاطات، مضيفا أن الهدف من وراء المشاركة في مثل هذه المناسبات، هو التعريف بالموروث الثقافي الفلسطيني الذي يحاول الاحتلال الإسرائيلي طمسه بمختلف الأشكال، ومنها محاولة السطو عليه. وقال "إن تنظيم الجناح الخاص بفلسطين، جاء بتضافر جهود عدد من النساء الفلسطينيات المقيمات بقسنطينة، واللائي أبين إلا أن يقدمن أعز ما يملكن من لباس من أجل عرضه في هذا الصالون"، مبديا تعجبه من تعلق الأطفال الصغار الجزائريين، بقضية فلسطين، ومعرفتهم ببعض التفاصيل الدقيقة حول اللباس الفلسطيني، وعلى رأسها الكوفية ومعاني خطوطها. خليف أكبار سفير جمهورية أندونيسيابالجزائر: العلاقات بين البلدين جيدة ونأمل في تطوير السياحة الدينية مع الجزائر عبر سفير جمهورية أندونيسيابالجزائر، خليف أكبار، عن سعادته الكبيرة بتواجده في قسنطينة، على هامش الصالون الدولي "سيرتا سياحة 2024"، حيث أكد ل"المساء"، إعجابه بعاصمة الشرق وقال: "من الممتع زيارة مدينة قسنطينة المشهورة بجسورها المعلقة العملاقة، وزيارة هذا المعرض الدولي الهام، الذي سمح لنا باكتشاف الأماكن الجميلة في هذه البلاد الجميلة". وصف سفير أندونيسيابالجزائر، العلاقة بين البلدين ب"جد القوية"، مضيفا أنه على رأس السفارة، يعمل على تسهيل زيارة الأندونيسيين للجزائر، كما يرغب في زيادة عدد زيارات الجزائريين لإندونيسيا، على أمل تعزيز السفريات عبر الخطوط الجوية من مطارات قسنطينة، العاصمة ووهران. وأشار إلى أن أندونيسيا تستقبل عدد معتبر من الجزائريين، حيث وصل العدد، حسبه، إلى حوالي 3 آلاف جزائري، زاروا أندونسيا خلال سنة. يرى المسؤول الدبلوماسي، أن عدد الأندونيسيين الذين يزورون الجزائر يبقى قليلا، مقارنة بنوعية العلاقات بين البلدين، مضيفا أن هناك زيارات معتبرة للوفود الرسمية، ما يستدعي التنسيق أكثر بين البلدين، خاصة في مجال السياحة الدينية، مشيرا إلى أن بلاده تضم عددا كبيرا من أتباع الزاوية التيجانية الذين يرغبون،حسبه، في زيارة الجزائر. إليا زيلاليتش، سفير كرواتيابالجزائر: نسعى إلى إبرام اتفاقيات شراكة لتكوين المختصين في الإطعام والفندقة كشف إليا زيلاليتش، سفير كرواتيابالجزائر، أن مشاركته في المعرض الدولي "سيرتا سياحة 2024"، جاءت وفق خرجة إلى شرق البلاد، بعدما شارك في مهرجان الفيلم المتوسطي الذي تدور فعالياته بولاية عنابة، خاصة في ظل مشاركة فنانين من كرواتيا في هذه الفعالية الفنية، مضيفا أن زيارته لمعرض السياحة الدولي، جاءت بعد دعوة تلقاها من القائمين على المعرض. وحسب السفير زيلاليتش، الذي تحدث ل"المساء"، فإن زيارته إلى هذا المعرض، سمحت له بالتعرف على الإمكانيات التي تزخر بها الجزائر، من أجل توطيد العلاقات في المجال السياحي، مضيفا أنه في هذا الصدد، تم دعوة مجموعة من الجزائريين إلى مدينة "زغرب" للمشاركة في معرض "مكان للذهاب"، وسمح للكرواتيين باكتشاف أهم المقومات السياحة بالجزائر، على غرار الصحراء الجزائرية والسياحة الحموية، مبديا استعداد بلاده لإبرام اتفاقيات شراكة مع الجزائر في مجال تكوين المختصين في مجالي الإطعام والفندقة. أكد السفير الكرواتي، الذي تحدث عن إعجابه بالصناعات التقليدية في قسنطينة، ومن بينها صناعة أواني النحاس بمنطقة "الرونبلي" بباردو، أن بلاده تستقبل أربع أضعاف من السياح، مقارنة بعدد السكان، حيث كشف أن كرواتيا تستقبل بين 12 و15 مليون سائح أجنبي كل عام، مقارنة بعدد سكان لا يتعدى 4 ملايين نسمة، وقال إن بلاده تسعى إلى تطوير السياحة على مدار السنة، وليس لمدة 5 أو 6 أشهر فقط، مضيفا أن كرواتيا تشتهر بالسياحة الصحية، خاصة ما تعلق بطب الأسنان، التي تجلب عددا كبيرا من الإيطاليين. سليمان موسى راشد الملحق السياحي والثقافي بسفارة جمهورية تنزانيا علاقتنا قوية ونأمل في تعزيز التعاون الاقتصادي مع الجزائر أوضح سليمان موسى راشد، الملحق السياحي والثقافي بسفارة جمهورية تنزانيا الاتحادية، أنه جاء إلى قسنطينة للمشاركة في هذا الصالون، من أجل تمثيل السفير إيمان سليم نجاليكاي، مشيرا إلى أن هذه المشاركة خطوة لتمتين التعاون بين البلدين، مضيفا أن بلاده تعد من بين الدول التي تعمل كثيرا على الترويج السياحي، بالنظر إلى الإمكانيات الطبيعية الكبيرة التي تزخر بها، والآفاق الواعدة في الصناعة السياحية. أكد سليمان موسى راشد ل"المساء"، أن سفارة بلاده في الجزائر، وضعت مطويات وكتيبات من أجل التعريف بالوجهة التنزانية، التي تعد من بين أحسن الوجهات في العالم، تضاف لها أشرطة وثائقية عبر عدد من المنصات الرقيمة، التي تعمل على تشويق السائح لزيارة هذا البلد الإفريقي، الذي يضم أعلى قمة في إفريقيا، وهي جبال "كليمنجارو"، مضيفا أن السفارة التنزانية بالجزائر تعمل أيضا على مساعدة المواطنين التنزانيين على زيارة الجزائر، واكتشاف جمالها، موضحا أن قسنطينة عملت في السنوات الأخيرة، على تطوير قطاعها السياحي. وأثنى الديبلوماسي التنزاني، على العلاقات القوية التي تربط بين الجزائر وبلده، معتبرا أن هذه العلاقات قديمة، منذ سنوات الكفاح، أيام الرئيس الراحل أحمد بن بلة، حيث أكد أن البلدين عملا جنبا إلى جنب من أجل تحرر كل الدول الإفريقية من جحيم المستعمر، مضيفا أنه وفي ظل التحولات الجيوسياسية التي يشهدها العالم، وجب تطوير العلاقات بين البلدين إلى القطاع الاقتصادي، وتطوير التبادل التجاري، بالنظر إلى إمكانيات كل بلد.