"طريقة تسيير المعلومة من قبل المدير العام أنيس رحماني تعجبني" يعدّ من الإعلاميين الشباب الذين تألقوا في قناة "النهار"، لديه رصيد ثقافي واسع، ويستطيع محاورة شخصيات كبيرة، استطاع التميّز من خلال برنامج "نفحات"، هو الصحافي في قناة "النهار" مصطفى تونسي... بداية، هل قناة "النهار" هي أول وسيلة إعلامية عملت فيها؟ لا، قبل التحاقي بقناة "النهار" عملت في عدد من الجرائد الوطنية، على غرار جريدة "الأجواء" التي تدرجت فيها، حيث عملت في القسم الرياضي وبعدها القسم الثقافي، ثم انتقلت إلى القسم الوطني، لأنتقل بعدها إلى جريدة "الموعد اليومي" ثم جريدة "المستقبل العربي"، وفي تلك الفترة، تمّ إنشاء قناة "النهار"، فالتحقت بالقناة بعد شهرين فقط من إطلاقها. وهل كان التحاقك بالقناة سهلا؟ لقد تقدمت إلى القناة وسلمت سيرتي الذاتية، ومن حسن حظي، صادف يومها إجراء "كاستينغ" أشرفت عليه مسؤولة النشر في جريدة "النهار"، السيدة "سعاد عزوز"، وتمّ قبولي مباشرة. في أيّ قسم بدأت العمل؟ بدأت بإعداد التقارير الإخبارية، وكان هذا الأمر سهلا جدا، خاصة وأنني تعلمت أبجديات الإعلام في الصحافة المكتوبة، التي تعدّ مدرسة ومرحلة لابد منها من أجل النجاح في السمعي البصري. كانت لديك حصة أليس كذلك؟ نعم، العام الماضي قمت بالإشراف على حصة "نفحات"، وهي حصة دينية فكرية، استضفت من خلالها العديد من الشخصيات الفكرية التي أثرت في العالم، على غرار "القس" الذي دخل الإسلام "زكرياء أرمينوس"، حيث ركزت معه على العراقيل التي وجدها بسبب دخوله الإسلام، كما أجريت حوارا مع يهودي الديانة يسمى "نيكولاس روزن نبيوت"، وقد روى لي قصة دخوله إلى الإسلام، وما أثرّ فيّ، أنه أجهش بالبكاء بعد اكتشافه سماحة الإسلام. هل يتم قبول إجراء حوار معك بسهولة؟ أصدقك القول بأن "القس" استصغرني، لأنهم تعوّدوا على أن الإعلاميين الموجودين في بلدانهم كبار السن، وعندما شاهدوا صحافيا صغير السن، استصغروني، لكنني أثناء الحوار وتبادل الأفكار والنقاش، ذهبت هذه الفكرة من مخيّلاتهم. لماذا توقفت الحصة؟ نعم، الحصة توقفت بعد 9 أشهر من أجل تطويرها وإعطائها صبغة جديدة. هل كانت فكرة الحصة فكرتك؟ لا، في الحقيقة المدير العام لمجمّع "النهار"، السيد "أنيس رحماني" هو من اقترح الفكرة، وفي البداية قام زميلي "ياسر لعرابي" بتقديمها، لأتولى المهمة بعدها. هل تميل إلى البرامج الفكرية الدينية أم لديك توجه آخر؟ أنا أحب البرامج التي تهتم بالتربية والتعليم العالي وكل ما هو اجتماعي. ألا تفكر في إنجاز حصة؟ نعم، هو مشروع، وأنا لا أحب التقليد أو القيام بحصة عادية. لماذا لا نرى مصطفى تونسي في تقديم الأخبار؟ تقديم الأخبار لا يستهويني، وأنا أفضّل تقديم البرامج على تقديم الأخبار، إضافة إلى أنني غير مستعد لتقديم الأخبار. قلت إنك عملت في الصحافة المكتوبة، هل وجدت فرقا بينها وبين التلفزيون؟ في الصحافة المكتوبة يوجد هامش "المراوغة"، حيث تتم كتابة المقال من دون الصورة في غالب الأحيان، أما السمعي البصري، فهو يحتاج إلى الصوت والصورة، والصورة عنصر مهم جدا في الإعلام، حتى أن المثل الصيني يقول "الصورة خير من ألف كلمة". هل يمكن لنا معرفة المستوى الدراسي الذي معك؟ لديّ "ماستر 2"، وفشلت في الإلتحاق ب"الدكتوراه" في آخر لحظة. ما هي علاقة مصطفى تونسي بالسياسة؟ أنا من المتابعين للشأن السياسي، لكن من بعيد فقط، ولا أحبذ "التخندق" تحت أيّ لون سياسي، لأنه في نظري أن الصحافي يجب ألّا يكون منحازا. وعلاقتك بالرياضة؟ أنا أفضّل المشي ولعب كرة القدم عندما تسمح لي الفرصة. من هو الإعلامي المفضّل لديك؟ في الصحافة المكتوبة كنت معجبا بالمدير الحالي لمجمّع "النهار" السيد "أنيس رحماني"، خاصة طريقة وصوله إلى المعلومة وحتى تسييرها، وفي السمعي البصري، يعجبني "كريم بوسالم" في كيفية إدارة الحوارات، خاصة الدولية منها، وكذلك الإعلامية "زهية بن عروس"، أما في العالم العربي، فأنا متأثر ب"فيصل القاسم" والصحافي الكبير رحمه الله "حسنين هيكل". ألم تفكر في خوض تجربتك الإعلامية في قناة أخرى؟
لا، في الوقت الحالي أفضّل الاستقرار في قناة "النهار"، التي منحتني فرصة كبيرة لم أكن أحلم بها، كما أنها احتضنتي وأنا أعمل جاهدا على رد الجميل من خلال العمل والتفاني فيه.