لست صحافيا لامعا حتى أشترط تقديم الأخبار وأفضّل العمل الميداني هو من بين الإعلاميين الشباب الذين آمنوا بقدراتهم، وتميّزوا في الظهور على الشاشة، إستطاع أن يخلق المنافسة في كل قناة عمل فيها، لديه طموح كبير وأهداف دقيقة، هو مقدّم النشرة الرياضية في قناة "الشروق" جمال نايت عمر. بداية، هل يمكن لنا أن نعرف كيف دخلت إلى مجال الإعلام؟ الإعلام كان حلما يستهويني منذ الصغر، لكن المعدل الذي تحصلت عليه في "البكالوريا" لم يسمح لي للإلتحاق بتخصص "إعلام واتصال"، أين اضطررت إلى التسجيل في قسم الحقوق في بن عكنون، وأكملت دراستي بصفة عادية، لكن حلم دخول عالم الإعلام لم يفارقني طوال مسيرتي الدراسية. ما هي أول خطوة قمت بها للدخول إلى هذا الميدان ؟ بعد إتمامي لدراستي، التحقت ب"دزاير واب تي في"، أين استطعت تعلم معنى العمل الميداني، وقد ساعدني في ذلك "رياض بلخديم"، وبعد أشهر، تمّ إطلاق قناة "النهار"، وسمعت أنه تم فتح المجال للتوظيف من خلال إجراء "كاستينغ"، فقصدت القناة، وقام بإجراء المقابلة معي آنذاك الصحافي "خالد تعزيبت"، وبعدها تمّ قبولي مباشرة، والتحقت بالقسم الرياضي مع تقديم نشرة الأخبار الرياضية. إذن تقديمك للأخبار لأول مرة كان في قناة "النهار"؟ نعم، لقد كان في قناة "النهار" التي منحت لي الفرصة للظهور على شاشة التلفزيون، بالرغم من أن الأمر كان صعبا، إلا أنني تلقيت التشجيع من طرف مسؤولة النشر في جريدة "النهار" السيدة "سعاد عزوز" والمدير العام لمجمّع "النهار" السيد "أنيس رحماني"، وفي "النهار" تعلمت أبجديات التحرير، لأنني بصراحة كنت ضعيفا جدا في تحرير الأخبار، لكن بفضل مساعدة الصحافي "ياسين العسلوني" وباقي الزملاء، استطعت أن أطوّر إمكاناتي وأعتمد على نفسي في تحرير الأخبار، مما أهّلني لإعداد التقارير والإشراف على بعض التغطيات. نرى بأنك تحب الجانب الميداني؟ نعم، أنا أحب العمل الميداني لأنني أعتبره جزءًا مهما في مسار أي صحافي، فالميدان هو الذي يعلمك أبجديات الإعلام الحقيقي، ويؤهلك لتكون مقدّم أخبار ذا مستوى محترم. لقد استقلت من قناة "النهار"، هل يمكن أن نعرف السبب؟ توقفي عن العمل في قناة "النهار" بعد عامين تقريبا كان لأسباب شخصية محضة، فاعفني من الجواب. هل كانت قصة حب فاشلة مثلا؟ لا أستطيع الإجابة، قلت لك هي أسباب شخصية. بعد توقفك من "النهار" التحقت بقناة "الشروق"، لماذا هذه القناة بالتحديد؟ قبل التحاقي بقناة "الشروق"، طرقت أبواب العديد من القنوات، لكن كنت مترددا في الإلتحاق بأيّ واحدة منها، بسبب الأخبار التي كنت أسمعها من داخلها، تتعلق غالبا بأن القناة سيتم غلقها، وقناة أخرى عمّالها غير مستقرين، لهذا ترددت كثيرا، قبل أن يتم تحديد موعد مع مدير قناة "الشروق" علي فوضيل لألتحق بالقناة. هل اشترطت العمل كمقدم في نشرة الأخبار الرياضية في "الشروق"؟ أنا لا أعتبر نفسي صحافيا لامعا لأشترط منصبا ما، المهم عندي أن أعمل فقط، سواء في التقديم أو تغطية النشاطات الرياضية. ماذا أضافت لك قناة "الشروق"؟ في قناة "الشروق" تعلمت التحكم في المباشر، حيث صرت أقدّم الأخبار على المباشر، وهي تجربة فريدة من نوعها. ألم تفكر في الإلتحاق بقنوات أجنبية أخرى، مثل قناة "بي إين سبورتس" في قطر؟ سأجيبك عن هذا السؤال من خلال طرح وجه التشابه مع اللاعبين المحليين، حيث أن كل لاعب محلي يريد الإحتراف في الخارج، والإعلامي نفس الأمر، رغم أنني متيقن من أنني احترفت أولا في قناة "النهار" وبعدها في قناة "الشروق". نلاحظ أنه في القنوات الخاصة، القسم الرياضي يحتوي على الصحافيين فقط مع غياب شبه كلي للمعلقين، أين يكمن السبب؟ لأنه ببساطة، القنوات الخاصة لا تملك حقوق بث المباريات الخاصة بالمحترف الأول، والتي هي من حق التلفزيون الجزائري، أما مباريات المحترف الثاني، فهي تبث حصريا في قناة "دزاير تي في"، وهذا الأمر ساهم في عدم ظهور معلقين جدد في الميدان الإعلامي في الجزائر. هل جمال لديه ميولات في التعليق على المباريات؟ لا، التعليق يتطلب تقنيات خاصة، وأنا لا يستهوني هذا الميدان. لو لم تكن صحافيا في المجال الرياضي، ماذا كنت ستصبح؟ ربما أكمل دراستي العليا في الحقوق وأصبح محاميا. لو منح لك المال اللازم وطلب منك إنشاء قناة، أي نوع من القنوات تختار؟ من دون تفكير أختار قناة رياضية. لماذا، هل ترى نقصا في الإهتمام بالرياضة في القنوات الجزائرية؟ من دون أيّ شك، أنا أرى أن القنوات تهتم بكل ما هو سياسي واقتصادي على حساب الرياضة، لذلك لابد من إطلاق قنوات تهتم بالرياضة فقط، لأن الجمهور الرياضي واسع، ويريد أن يتابع أخبار كل التظاهرات والنشاطات الرياضية. من هو أحسن صحافي بالنسبة لك؟ حفيظ دراجي ولخضر بريش. ما هو أجمل موقف في حياتك؟ أجمل موقف وأحسن ذكرى هو ظهوري الأول على قناة "النهار"، حيث كانت النشرة مسجلة وشاهدتها في البيت برفقة والدي، ولا تتصورين تأثري برؤية دموع والدي ووالدتي. وما هي أسوأ ذكرى؟
عندما كنت أغطي مباراة اتحاد العاصمة ومولودية سعيدة، حيث كنت برفقة والدي الذي يعمل كتقني في الإذاعة الوطنية، ومن سوء حظنا، أنه أثناء المباراة، حدثت أعمال شغب كبيرة، وكدت أن أفقد حياتي مع والدي.