السفارة الفرنسية تراسل الإتحادية وتهدد بتجميد منحها التأشيرات بعد فرار أحد الرياضين رئيس الإتحادية المستقيل:«لم أوافق على أمر بالمهمة وأفكر إن كان الشخص الفار من داعش» فجّرت وثائق تحصلت عليها «النهار» فضائح مدوية وجديدة داخل الإتحادية الجزائرية للكاراتيه ستنشر عبر مراحل تخص عدة تجاوزات، منها استعمال أختام الإتحادية بطريقة غير قانونية في وثائق رسمية للتحصل على تأشيرات «فضاء شنغن» لأشخاص بصفتهم مصارعين في المنتخب الوطني للمشاركة في تربص ولقاء وهمي بين منتخبي الجزائروفرنسا، رغم أنهم لا يمثلون ألوان النخبة الوطنية.وحسب الوثائق التي تحصلت عليها «النهار»، فإن القضية طفت على السطح، عقب مراسلة من السفارة الفرنسية في الجزائر يوم 23 مارس 2016، تهدد فيها الإتحادية الجزائرية للكراتيه بتجميد منح التأشيرات لمصارعي المنتخبات الوطنية والأندية الجزائرية، بسبب قيام المسمى «خ.ط» المولود بتاريخ 20 أوت 1992، بالخروج باستعمال «فيزا» تحصل عليها بصفته مصارع منتخب الجزائر لمواجهة فرنسا، ثم لم يعد إلى الجزائر بعد نهاية صلاحية «الفيزا»، مع العلم أن الرياضي لا ينتمي إلى مصارعي المنتخب الوطني، كما أنه لا يوجد أصلا مواجهة بين منتخبي الجزائروفرنسا للكاراتيه في شهر أوت 2015 وجاء في مراسلة السلطات الفرنسية - التي تحوز «النهار» على نسخة منها-:«بعد مراسلتكم لنا في أمر بالمهمة موقع من الإتحادية الجزائرية للكاراتيه لمشاركة رياضيين في تربص ولقاء بين الجزائروفرنسا شهر أوت 2015، قامت القنصلية العامة لفرنسا في الجزائر بمنح التأشيرات لكل الأعضاء المذكورين في اللائحة، لنتفاجأ بأن الشخص خ.ط بقي في فرنسا بطريقة غير قانونية باستعمال هذه التأشيرة، ولهذا نعلمكم بعد هذا الحادث بأن الشخص المذكور إذا لم يدخل إلى الجزائر في أقرب وقت، فإن القنصلية العامة الفرنسية لن تمنح أي موافقة على تأشيرات اتحادية الكاراتيه مستقبلا.رئيس الإتحادية كشف القضية خلال الجمعية العامة التي منعت الوزارة الصحافيين من تغطيتها وكان رئيس اتحادية الكاراتيه فاتح بن عثمان، قد كشف القضية خلال أشغال الجمعية العامة الاستثنائية التي انعقدت يوم 30 أفريل 2016، والتي فعل خلالها ممثلو وزارة الشباب والرياضة المستحيل لمنع الصحافيين من تغطيتها، خشية انكشاف فضائح اتحادية الكاراتيه، حيث استغلينا النوافذ المفتوحة من أجل تغطية الجمعية العامة، والتي فجّر فيها بن عثمان عدة فضائح، منها استعمال أختام الإتحادية بطريقة غير قانونية للتحصل على تأشيرات فضاء «شنغن» لدخول التراب الفرنسي. عضو المكتب الفيدرالي و3 من أبنائه تحصلوا على التأشيرات للمشاركة في «اللقاء» من جهة أخرى، وحسب تصريحات رئيس الإتحادية في الجمعية العامة، فإن وثيقة الأمر بمهمة التي منحت على إثرها «الفيزا» للرياضيين، والتي تحوز «النهار» على نسخة منها، غير مسجلة في سجلات الإتحادية، رغم ترقيمها بمواصفات ref/447/fak/2015 وتتضمن إسم أحد أعضاء المكتب التنفيذي للإتحادية المسمى «م.ب»، باعتباره رئيس البعثة لمواجهة فرنساوالجزائر وثلاثة من أبنائه باعتبارهم رياضيين، بالإضافة إلى 7 رياضيين آخرين بموجب مراسلة قدمت للسلطات الفرنسية بتاريخ 9 جويلية 2015 للمشاركة في تربص ولقاء بين فرنساوالجزائر من 12 إلى 18 أوت 2015. رئيس الإتحادية المستقيل:«لم أوافق على أمر بالمهمة وأفكر إن كان الشخص الفار من داعش» هذا وخلال الجمعية العامة التي حضرها صحافي «النهار» السبت الماضي بصعوبة، فاجأ رئيس اتحادية الكاراتيه المستقيل فاتح بن عثمان، جميع أعضاء الجمعية العامة بهذه الفضيحة قائلا:«مراسلة السلطات الفرنسية أرعبتني وجعلتني لا أنام ليلا، وأنا أفكر فيما إذا قام الشخص الذي هرب في فرنسا بعمل إرهابي أو كان ينتمي إلى داعش وتحصل على تأشيرته عن طريق الإتحادية بطريقة غير قانونية، أنا لم أوافق على المهمة، وهي غير مسجلة في ملفاتنا، لكنها استعملت في وثائق رسمية وهذا خطير جدا. عضو المكتب الفيدرالي:«لم نشارك في التربص لأنه تزامن مع شهر رمضان من جهته، قال عضو المكتب الفيدرالي «م.ب» ل«النهار» أمس الأول، إن المصارع عاد إلى الجزائر وصرح:«لقد تلقينا دعوة من أحد الأصدقاء في فرنسا للمشاركة في تربص ومباراة، لهذا قدمنا ملف التحصل على تأشيرات لي وللأعضاء، منهم أولادي الذين يعدون أيضا مصارعي كاراتيه، ورئيس الإتحادية كان في مصر، لهذا أودعت الملف في الإتحادية، وتحصلت على الموافقة والتأشيرات بطريقة قانونية» وأضاف:«إنسحبنا ولم نشارك في اللقاء لأنه كان في شهر رمضان، ولكن الرياضي المذكور استعمل الفيزا التي تحصل عليها معنا وسافر لرؤية شقيقه وبقي معه بطريقة غير قانونية، لكنه عاد وهو موجود في مستغانم يعمل في مطعمه، كما أننا لا نستطيع منع الناس من السفر، وقد عاقبنا الرياضي بإقصائه من جميع المنافسات، أما اتهامات التطرف، فهي أمور أريد بها تهويل القضية فقط، وسنتخذ الإجراءات لدى العدالة. تجدر الإشارة إلى أن فاتح بن عثمان استقال من رئاسة اتحادية الكاراتيه يوم السبت الماضي، فيما اختار 7 من أعضاء المكتب التنفيذي إعادة والي محفوظ كرئيس مؤقت، رغم كثرة الحديث عن المشاكل التي حصلت في عهدته السابقة، فيما تنتظر أسرة الكاراتيه تدخل الوزارة للتحقيق في عديد الفضائح التي تحدث عنها رئيس الاتحادية السابق في الجمعية العامة الاستثنائية.