تعيد ظاهرة حرب العصابات التي زحفت إلى المدن الجزائرية الكبرى بقوة في الآونة الأخيرة، تزامنا مع عمليات الترحيل والصِدامات التي وقعت بين المرحّلين الجدد الزمن إلى الوراء، وتعطي صورة عن أحياء عصرية، لكنها بكل مقاييس الجاهلية وباتت أشبه ما يكون بساحات الوغى، هذا السيناريو الذي تطور، مؤخرا، بوقوع جرائم قتل آخرها جريمة هزت مدينة مفتاح، بمقتل بطل الجزائر في المصارعة «لوردة محمد إسلام» البالغ من العمر 16 سنة، على يد أحد شباب المنطقة، موجها له ضربة على مستوى الرقبة بواسطة قطعة زجاج بسبب جلوس المتهم رفقة أصدقائه بالقرب من منزل الضحية. الجريمة وقعت بالحي الجديد في مدينة مفتاح، أواخر سنة 2014، أين وقعت مناوشات كلامية بين المتهم «س.ف» والضحية «ل.م.إسلام» حول رفض هذا الأخير جلوس المتهم رفقة أصدقائه بالقرب من منزلهم، فتطورت الوقائع إلى شجار بين الطرفين، وهنا دخل والد الضحية بعد وصول إلى مسامعه عن الخلاف ونصح المتهم بعدم الجلوس بالقرب من المنزل باعتبار أنهم لا يقطنون في الحي، فما كان من المتهم إلا أن رد عليه أنهم متعودون الجلوس في المكان منذ الصغر وقبل مجيئهم، وبعد الواقعة التي تدخل فيها أصدقاء المتهم، فإنه ليست هناك مشاكل، وبعد دقائق تقدم الضحية من المتهم أين دخل معه في ملاسنات كلامية حاول فيها ضرب المتهم بواسطة «كيتور» كان يحمله في جيب سرواله، فتدخل صديق المتهم الشاهد الأساسي على واقعة الاعتداء «خ.م» بفض الخلاف، فقام الضحية بعد إخفاء السكين بأخذ المتهم إلى مكان منعزل وراء العمارات، وهناك حدثت بينهما مناوشات ثانية قام فيها بضرب المتهم، أين أسقطه أرضا وفي تلك اللحظة قام المتهم بحمل قطعة زجاج كانت بالأرض وإصابة الضحية على مستوى الرقبة، وهي الضربة التي سببت الوفاة نتيجة قطع الشريان الكبير، كل هذه الأحداث كان شقيق الضحية متواجدا بالمكان، أين رأى الجريمة التي أعاد سردها على مسامع هيئة محكمة جنايات البليدة وكيف شاهد شقيقه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة بين أحضان والده الذي سمع بالحادثة وسارع لإنقاذه، إلا أن القدر كان أقوى. المتهم من جهته حاول تبرير فعلته بأنه كان في حالة دفاع عن النفس، إلا أن تدخل النيابة في مرافعتها ركزت على أن المتهم بالرغم من المناوشات التي حدثت بينه وبين الضحية وعلمه بحمل السلاح «كيتور»، إلا أنه توجه برفقته إلى مكان منعزل، أين باغته بضربة قاتلة، ليسلط القاضي ب 12 سنة سجنا نافذا في حق المتهم «س.ف» عن جناية الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة من دون قصد إحداثها.