انتحلت صفة طبيب وقمت باسعاف الجرحي لأتمكن من الهرب كشف المتهم «ب.مروان» البالغ من العمر 29 سنة خلال مثوله أمس أمام محكمة جنايات العاصمة، لمواجهة جناية الانخراط في جماعة إجرامية تنشط بالخارج، عن كيفية التغرير به والكثير من الشباب من طرف خلايا إرهابية بألمانيا تحت غطاء الانضمام إلى جمعية خيرية غير حكومية لمساعدة الشعب السوري في الحدود السورية-التركية، قبل أن يجدوا أنفسهم فوق الأراضي السورية مخيرين للقتال تحت أي جهة «جبهة النصرة» المعارضة أو تنظيم «داعش»، كما كشف عن كيفية هروبه من أيدي تنظيم «داعش» بانتحاله صفة طبيب لمساعدة المقاتلين الجرحى. «مروان» وبمثوله للمحاكمة، صرح بأنه زاول دراسته بجامعة بوزريعة أدب ألماني وبسبب تفوقه اجتاز مسابقة بالمغرب ونجح بتفوق فمنحت له مكافأة بإتمام دراساته العليا بألمانيا ، وبما أنه متنكن من ثلاث لغات الألمانية والفرنسية والعربية، سمح له الحصول على منصب عمل في عدة شركات بألمانيا، على غرار شركة «أودي» وغيرها، ولكسب الكثير من المال كان يضطر للعمل ليل نهار، حيث كان يعمل نادلا بأحد المطاعم في ألمانيا، أين تعرف على شباب من جنسيات مختلفة، حيث كان «مروان» محل أطماع خلايا إرهابية نائمة سعت لتجنيده والتغرير به للجهاد في سوريا، تحت غطاء العمل في جمعية خيرية بالأراضي التركية. تفاصيل القضية تعود وقائعها إلى تاريخ 28/8/2014، حينما وصلت معلومات للشرطة القضائية بالحراش مفادها أن المتهم كان ضمن الجماعات الإرهابية المسلحة الناشطة بسوريا وانضم إلى «جبهة النصرة» وقبله التحق بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، أصيب إثرها بعيار ناري على مستوى الذراع جراء التشابك بين العناصر الإرهابية المختلفة في سوريا، وهي الوقائع التي على أساسها تم استدعاؤه من أجل السماع لأقواله، حيث صرح بمحاضر سماعه أنه دخل الأراضي السورية قادما من ألمانيا، أين كان يزاول دراسته الجامعية، بعدما نجح في مسابقة الكفاءة في المملكة المغربية وتم قبول ملفه بتاريخ 26 /12/ 2011، مما سهل له السفر إلى ألمانيا وزاول دراسته بجامعة «فورتس بورڤ» وكان في نفس الوقت يعمل في شركة متخصصة في توزيع وتوظيب السلع. وعن ظروف التحاقه بسوريا، صرح بأنه تعرف أثناء إقامته للدراسة في ألمانيا على شخص ألماني من أصول أفغانية، هذا الأخير عرض عليه أشرطة فيديو تبين بطش الجيش السوري، وبعد أن نال تعاطفه طلب منه الانضمام إلى جمعية خيرية غير حكومية متواجدة على الأراضي ما بين الحدود السورية-التركية، إلا أنه تراجع في بداية الأمر، وبتنقله للعمل في مطعم بفندق، تعرف على شاب سوري يبلغ من العمر 17 سنة وطلب منه مرافقته إلى الجمعيات الخيرية لمساعدة الشعب السوري المقهور، ليوافق على الطلب، وبالفعل اتصل الشاب السوري بأحد معارفه الذي تكفل بكامل الإجراءات، وبوصوله إلى الحدود التركية-السورية بقي هناك مدة 10 أيام، أسندت له مهمة توظيب السلع والأدوية وتقسيمها في حقائب جاهزة لنقلها إلى معبر الحدود مرة كل أسبوع، إلى أن حدث ما لم يكن في الحسبان عندما وقع اشتباك مسَلح لم يعلم سببه، بعدها تبين له أنه تشابكا بين تنظيم جماعة «داعش» والجيش الحر وجبهة «النصرة» من جهة أخرى، وهناك تم تخييرهم رفقة العديد من الشباب من جنسيات مختلفة من فرنسيين وتونسيين وألمانيين وغيرهم للانظام إلى أي تنظيم، حيث اختار المتهم الانظمام إلى «جبهة النصرة»، وبعدها تنقل رفقتهم إلى ريف حماه أين تدرب على استعمال السلاح «كلاشنيكوف»، وفي شهر رمضان تصدى تنظيم «داعش» لزحف الجيش النظامي، وكان ضمن المكلفين بالإسعاف وأصيب إثرها بطلق عيار ناري على مستوى الذراع، مما دفعه للفرار من دائرة القتال لتقر هيئة المحكمة بإدانته بعقوبة 3 سنوات سجنا نافذا مع وقف التنفيذ.