طالب عدد من الإرهابيين التائبين، الذين التقت بهم "النهار"، مؤخرا، لرصد انطباعاتهم بشأن الموقع الإلكتروني الذي أطلقه أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال السابق، حسان حطاب، بضرورة تنظيم هذا الأخير لملتقى وطني، أو تمكينهم من رقمه الهاتفي الشخصي ليتسنى لهم الإتصال به، كون مستواهم التعليمي لا يسمح لهم باستعمال الأنترنيت. ثمن إرهابيون تائبون الخطوة التي قام بها أميرهم السابق حسان حطاب، في إصداره لموقع إلكتروني، يدعو من خلاله بقايا الإرهابيين إلى تطليق العمل المسلح، والإستجابة لقانون السلم والمصالحة الوطنية. والذي ترغب من خلاله السلطات الجزائرية، الشباب المغرر بهم، للعودة إلى مجتمعهم. كما وجّه هؤلاء رسالة إلى "أبو حمزة " يدعونه فيها إلى ضرورة تنظيم ملتقى وطني، بغرض الحوار والنظر في المشاكل والمعاناة التي يعيشونها. في الوقت الذي تبقى الوعود التي قدمت لهم كضمانات لاستجابتهم لميثاق السلم والمصالحة الوطنية معلقة دون الوفاء بها. وقال عدد ممن تحدثت إليهم "النهار"، في هذا الغرض، أن مبادرة حطاب إيجابية وفكرة جيدة، بغرض تفعيل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، غير أن المستوى التعليمي لغالبية هذه الفئة لا يسمح لها باستعمال الأنترنيت، وهو ما يجعلها بمنأى عن توجيهات حطاب ودعوته. ما جعل بعضهم يقترح على أميرهم السابق، تزويد هذه الفئات برقم هاتفه الشخصي ليتسنى لهم الإتصال به ومناقشة مشاكلهم، حتى إن تطلب ذلك تكليف شخص باستقبال المكالمات، تفاديا لاتصالات الصحافة، التي اعتبروها تسبب مشكلا لأميرهم "أبو حمزة". وعبّر مصطفى، 40 عاما، من ولاية بومرداس، أحد الذين اتصلت بهم "النهار"، عن رغبته في الحصول على رقم الهاتف الشخصي لحطاب، وذلك بهدف طرح بعض الإنشغالات، التي اعتبرها معاناة بالنسبة له والتي لخصها في خوفه من التصفية، على غرار ما حدث لأخيه، الذي قال أنه قتل أمام باب منزله في يوم عيد الأضحى المبارك. حيث يعد شقيقه أحد التائبين هو الآخر. أما التائب بوعلام، 31 عاما، من ولاية تيزي وزوو فقد اعتبر مبادرة حطاب خطوة إيجابية، تقرب بين التائبين وتمكنهم من المطالبة بحقوقهم والوعود التي تلقوها كضمان لاستجابتهم لقانون السلم والمصالحة الوطنية. أما ناجي، فقال بأنه لا يثق بمصداقية الموقع، وأكد أن الإتصال المباشر بحسان حطاب هو الحل الأنجع في الإقناع. مطلقا عليه لقب "القائد"، حيث قال أنه كان من المقربين إليه. وأضاف من ناحية أخرى، أنه لابد من تمكين هذه الفئة من هاتف حطاب الشخصي ليتسنى للشريحة الأكبر، ممن لا يمكنهم استعمال الأنترنيت الإتصال به والإستفادة من المبادئ التي يدعو لها. الشيء الذي قد يؤدي إلى جنوح إرهابيين آخرين إلى تطليق العمل المسلح واللحاق بالإرهابيين الذين سلموا أنفسهم.