بتكوين 26 تلميذا من ثانوية حمو بوتليليس في مجال الوساطة وتسيير النزاعات في الوسط المدرسي، على أن يتم تعميم هذه التجربة في آفاق ثلاث سنوات من الآن كخطوة نحو مكافحة العنف المدرسي الذي انتشر في الآونة الأخيرة. جاء هذا خلال الندوة الصحفية التي نظمتها مديرية التربية بحضور إطاراتها، حيث تم التأكيد على العنف بنوعيه الجسدي والمعنوي الذي عرف أبعادا خطيرة في السنوات الأخيرة بدليل أنه سجل خلال السداسي الأول من الموسم الدراسي الحالي، 62 حالة عنف على مستوى الطورين المتوسط والثانوي. فيما لم تسجل أي حالة على مستوى التعليم الابتدائي، مقابل 82 حالة عنف خلال السنة الماضية. وهو الأمر الذي يوضح بشكل جلي التصاعد المقلق لظاهرة العنف التي انتهت بارتكاب جريمتي قتل خلال الموسم الدارسي الحالي قرب إكمالية سعيد زكي الواقعة بحي اللوز. وقد حرص مدير التربية في هذا السياق، على تبرئة ذمة هيئته من جريمة القتل التي كانت متوسطة سعيد زكي، مسرحا لها. حين ذهب للقول إن القاتل ليس تلميذا بالمتوسطة، ونفس الشيء أيضا بالنسبة للضحية. موضحا بشأن الجاني أن التقرير الطبي لفحص الطب النفساني الشرعي قد أكد سلامة قواه العقلية، مرجحا أن الاعتداء الذي تعرض له السنة الماضية يكون قد أثر على نفسيته. من جهتها، أشارت رئيسة التقويم والتوجيه على مستوى مديرة التربية أن المشروع النموذجي المذكور يرتكز على ثلاث نقاط، وهي تمديد قنوات الاتصال بين التلميذ الوسيط وزملائه لتكريس التفاهم بينهم، أما النقطة الثانية تخص العمل على الإصغاء للآخرين وتعلم كيفية التعبير دون إغفال جانب احترام رأي الغير، وأخيرا النقطة الثالثة والتي تعتبر أهم بما أنها تتعلق بتسيير النزاعات من قبل التلاميذ الوسطاء. مشيرة ذات المتحدثة أن هذه النقاط إلى جانب خلق خلايا إصغاء على مستوى كل المؤسسات التربوية وتفعيل النشاطات الرياضية والفنية للترفيه على التلاميذ من شأنها أن تخفف من منحنى العنف في الوسط المدرسي الذي أعدت بشأنه وزارة التربية برنامجا تكوينيا يشرف عليه خبراء ألمان منذ جانفي الفارط استهدف دفعتين آخرها تضم 26 إطارا، تلقوا تكوينا هي مجال الوساطة وتسيير النزاعات بالوسط التربوي.
