سجلت مديرية التربية بولاية وهران في الفصل الأول من الموسم الدراسي لهذه السنة، 62 حالة عنف وهو رقم اعتبرته مقلقا ومنبئا بتردي الأوضاع في الحقل التربوي، خصوصا لدى مقارنته بعدد حالات المعاينة طيلة العام الفارط، ففي ظرف ثلاثة فصول سجلت المديرية 71 حالة وأفضت هذه الظروف غير المشرفة لقطاع التعليم بعاصمة الغرب الجزائري إلى تسطير مشروع الوساطة وتسيير النزاعات تحت إشراف أخصائية نفسية ومدير التربية ويتضمن البرنامج تكوين عدد من التلاميذ نفسيا لتفادي أشكال الانزلاقات بالمؤسسات التربوية بما فيها الطور الإكمالي الذي سجل أكبر نسبة من العنف المدرسي. ويعد هذا المشروع سابقة وطنية حملت ريادته ولاية وهران، حيث أكدت المشرفة عليه السيدة مصباحي في الندوة الصحفية المنعقدة أمس بمقر المديرية أن حالات العنف صعدت إلى مؤشر خطير بالمتوسطات، على اعتبار أن هذه مرحلة ينتقل فيها التلميذ من الطفولة إلى المراهقة وفي التعليم الثانوي يبدأ ليصل إلى الرشد، وقدمت المسؤولة التربوية معطيات خطيرة حول إصلاحات التربية تمثلت في تسبب اكتظاظ التلاميذ في الإكماليات لانتقال دفعتين بالطور الابتدائي إلى المتوسط في ارتفاع حالات العنف المدرسي، إذ ذكر مدير التربية أن العنف بين التلاميذ حدد في الفصل الأول ب 10 حالات. أما بين الأساتذة والتلاميذ فوصل إلى 36 حالة عنف من بينها 22 حالة في الجانب المعنوي وسجلت في المجال المادي 36 حالة منها اعتداءين بالسلاح الأبيض، وحالة سرقة• وكحوصلة لما تم معاينته أضاف المسؤول نفسه أنه قد أحصي 51 حالة بين التلاميذ والأساتذة ليشكل ذلك ما مجموعه 62 حالة وهو عدد مرتفع مقارنة بما حصل في الموسم الماضي. في السياق نفسه، أدرجت مديرية التربية كخطوة إيجابية مشروعا تكوينيا لنفسية التلاميذ، حيث أخذت ثانوية حمو بوتليليس نموذجا للتجربة التي من المنتظر تعميمها العام المقبل ومنه اختارت 26 تلميذا قصد إدماجهم بالورشة وبينت المبادرة ثلاثة أهداف أهمها تعريف المتمدرس بذاته والتواصل بتقبل رأي الآخرين والتعريف بمشاكلهم.وكتقييم أولي اعتبرت المشرفة على المشروع أنه ناجح، حيث أضفت التجربة إلى تغيير سلوكات المكونين.